الأحد، 23 فبراير 2014

رصاصة الرحمه

طلقة واحده تبحث عن مُستحقها.. الناس كُثر، السيارات تزحف ببطء وسط هذا التكدس المرورى، باعة جائلين يصطفون على جوانب كل شارع، ونصف العاصمة داخل الأتوبيس الشعبى. لم يعد فى الهواء ذرة لمزيد من الغبار. من سعيد الحظ الذى سينال رصاصة الرحمة؟ المسدس بين يداى يرتجف.. رجفة الاختيار. إالى من تصوَب فى الدقائق المُقبلة؟.. هل من الواجب إخفاء السلاح عن الأنظار؟
ولماذا من الأصل؟ فأعباء الحياه أفقدتهم البصر والبصيرة!. أمازال القوم يخافون السلاح؟.. لا أعتقد ذلك.

لتبدأ الرحلة عن الفائز فى مسابقة جريمة اليوم.. ولماذا أدعوها بالجريمة؟ هل عند بتر الدكتور لساق قد أكلها المرض وقد تأكل ما بقى من جسد المريض هى جريمة؟.. بل جائزة تساعده على تخطى آواخر لحظات حياته دون المرور بأعباء وصعوبات تزيد من الطين كوم طين.

أمامى خيارات عدَة.. كل هؤلاء يتمنون الهلاك ولكن لا يجرأون البوح بذلك جهراً. لا يهمنى كم التعب والمشاكل التى ستتركها بعد قتلك، المهم عندى أننى سأستأصل حياه أحدهم بكل ما يحمله من ضيق، فالمعيار الآن هو " من يحمل هموماً أكبر؟ " .

النموذج الأول: رجل قصير فى الخمسينات من العمر، أصلع جزئياً، نظارته عملاقة، يرتدى ما أطلق عليه "الشرز" و وجهه طمسته التجاعيد، وبنطلون قد سقاه الترزى مُراً، ويحمل فى يده الجريدة اليومية. يقف الآن منتظراً -بين المئات- حافلة الركوب التى ستقله الى مكان آخر يشقى فيه بشكل ما. هل هو حزين بدرجة كافية؟ فالتجاعيد دفنت أى شعور على وجهه!.. هل تجمد الإحساس فى الوجه يعنى البؤس التام؟.. هل يستحق رصاصة الرحمة؟.. هل أندم بعد ذلك إذا وجدت آخر أشد بؤساً؟.

النموذج الثانى: بنت منتصف العشرينات، ترتدى بنطلون سكينى يُظهر فخديها بشكل فاضح وتيشرت يكشف جزئياً عن صدرها، فإذا لم يكن البنطلون والتيشرت ملوَنين، لإفتكرتها عارية تماماً. تستبدل وجهها الأصلى بوجه من الماكياج، تغتصب اللبانة فى فمها، تضع يديها أمامها ممسكة بشنطة بسيطة نوعاً ما، وجهها يبدو عليه الحزن والتعب والملل وقلة النوم، والأكثر والذى يبدو واضحا هو الخوف. تبتعد بنظرها من آن لآخر إلى رجل يراقبها كى لا تفر من عملها كمومس. شعور الإستعباد وقلة الحيلة قد لمس كل طرف فى جسدها، أفقدها إنسانيتها قبل عذريتها، فهل تستحق القتل والرحمه؟ أم أننى قد أحتاجها فى سهرة ليلة وقت ما؟.

النموذج الثالث: إمرأة موظفة، نعم بالتأكيد هى موظفة حكومية، اذ هى كذلك بلا شك، وجهها رجولى كالصخر، تحمل نهوداً متدلية عملاقة، بدينة بعض الشىء، ترتدى عباءة زيتية اللون، فهو اللون المُفضل للموظفين، تتأبط حقيبة سوداء اللون فى كتفها الأيسر، والبُك فى يدها اليمنى، يحملها صندل مرتفع بضعة سنتيمترات عن الأرض قد هتك الزمن عرضه، حسناً، لا جدال على أنها الهدف الأمثل لتصويب قذائف الهاون وإنهاء ما تكابده من عناء العيش، لكن مهلاً، مازلت أرى أُناس كُثر حولى يستحقون هذه الرصاصه، مازلت أطمع فى نماذج أكثر درامية.

النموذج الرابع: شحاذ فى الأربعينات، يرتدى جلبية تكشف عن ساقيه وتحمل من الأتربة سنوات، ذو لحية لا تقل قذارة عن وجهه وشعره، بجانبه إمرأة لا أعلم إذا كانت زوجته أم أخته أم ماذا، ترتدى عباءة ساترة نوعاً ما، وحجاب أسود يكشف القليل من شعرها، وتحمل على كتفها طفل لا يتجاوز السبع سنوات لكن يبدو من ربطة الشاش التى تُغطى رجليه أنه لن يقدر على الوقوف والمشى، و حافى القدمين مثل الرجل والمرأه، يبسطون أيديهم أمامهم طالبين القليل من المال كى يساعدوهم فى علاج الطفل و كى يساعدوهم على الإستمرار فى الحياه، يمشون فى الطريق بوجوه مطموسة من بئر الشقاء والعناء والتراب، ولكن من أشد بؤساً من الآخر؟.. الرجل أم المرأه أم الصغير؟.. هى رصاصة واحدة فقط ولست أنجلينا جولى فى فيلم "وانتد" كى أقتل الثلاثة برصاصة واحدة!.. ولما لا أبحث عن آخريين يملئهم البؤس أكثر؟.

النموذج الخامس: بائع جائل، شاب فى أوائل الثلاثينات، على ما يبدو أنه يبيع الأحذية والورنيش، ويبيع ما تبقى له من آمال وتفاؤل، له فرشة قاربت نصف عرض الشارع، لكن على أى حال، إذهبوا إلى الجحيم بشارعكم الذى ينقل السيارات الفارهة، هذا مكان أكل عيش مُلطخ بدماء الحرية والكرامة. يلتف حول فرشته عدد لا بأس به من "النموذج الثالث" يجادلن جدال كهنة فرعون حول السعر الذى هو -كما تعلم- نصب واحتيال وآخره -على حد قولهن- تلتاشر جنيه. ألا يعلمن أن ورائه أسرة جائعة و زوجة تقرف الكلب و حشيش غالى الثمن؟. إنها حقاً حياه لا مسوغ لإستمرارها، هل أنهيها بضغطة الزناد؟ هل سأصادف من هو أكثر سوئاً؟.

النموذج السادس: شاب فى أواخر العشرينات، يبدو من لهجته أنه من الريف، يقف بجوارى على بعد متر ونصف ويتكلم مع أحدهم على أنه تخرَج من كلية الهندسة وهو الرابع على الدفعة ولم يتم تعيينة ورفض مشروعه الذى عرضه على الدكتور قبل ذلك و وعده أن يساعده على إتمامه وعرضه على المسئولين، الى أن سرق هذا الدكتور مشروعه و أصبح وزيراً الآن فى الحكومة بسبب مشروعه وهو الآن يعمل سباك مع جاره فى البيوت ولا يستطيع الزواج وهو يبحث عن أى طريقة للهروب من هذه البلد.. هذا هو، سأريحه من كم الذل، فمستقبله قد ضاع، لماذا هو حى؟ لماذا ينتظر؟ على وجهه وحركاته الكثير من علامات الانتقام والذى لا يستطيع عملها، كأنه فى بئر عميق لن يستطيع الخروج منه الا انتظار موته.. أهو الذى يستحقها؟ أم توجد دراما أكثر تعاسة؟.

مهلاً، وجدتها، نعم هو الذى يستحق الرصاصة صاحب النموذج الأول.

"صوت عيار نارى، مشهد دماء تخرج من الجهة الأخرى للرأس، سقوط هادىء على الأرض، مع إنبساط الذراعين على الجانبين وإلتفاف عشرات من يحملون كاميرا هواتفهم للتصوير وسط إستغاثات النساء، لأنه قد مات صاحب هذا المقال" .

المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله

الجمعة، 14 فبراير 2014

هلاوس

أستيقظت على صوت منبهى السخيف الساعه الثامنة صباحا وفى نفسى كثير من الزهق والملل من كل شىء مع دماغ أفغانى!.. المهم، ذهبت للاستحمام، ثم للفطار على السفرة مع زوجتى والاستماع لرغيها الذى يصعب ايقافه، لكن هذه المرة لم تفعلها!.. لم تتكلم سوا أنها تسألنى عن بعض الأشياء الحياتية فى بيتنا فقط!.. ليست كعادتها! (لابد أنها تحتاج منى شىء، والا فلماذا هذا الحنان الأمومى؟!.. متى سيكفون عن مطالبهم هذه؟!).. طلبت منها أن تُلخص من وراء صموتها و تأتى من آخر السطر وتطلب ما تريده، لكنها لم تطلب منى شىء و ودَعتنى بقُبلة بفمى و سألتنى عن ما الطعام الذى أشتهيه اليوم؟.. عجيبة! (لابد وأنها تريد شىء غالى الثمن، أو أنها ستفعل شىء فى الأيام المقبلة لا أحبه وتهيأ عاطفتى من الآن!.. لكن على من!؟).

نزلت متوجها بسيارتى لمكان عملى، من حولى سائق أجرة يبدو على حاله الروقان والفرح (أكيد ضارب برشام كى يكون بهذه السعادة!).. و صاحب السيارة الفارهة التى بثمنها أشترى مصنع للقماش بعمالها (لابد وأنه ابن تاجر مخدرات!.. أصبحوا أكثر من البائعه الجائلين!).. وشاب يسير بجانب فتاة يتضاحكان فى ود وسعادة (الزواج العرفى يفعل أكثر من ذلك!.. لا يمكن أن يكونا زوجين شرعيين، والا ظهرت علامات عامل الصرف الصحى على وجه الرجل).. و محل دهب عريق يبتاع المجوهرات والحُلى المرصع بالياقوت (هل العمل مع المخابرات الأمريكية شىء فاره كهذا؟ خصوصا وأن صاحب المحل مسيحى!).. تأتى اشارة المرور لأتوقف بضع دقائق، ومن ثم يأتى رجل فقير يطلب منى حسنة ومال (أموالهم أكثر من أموالى، على الأقل ليس عندهم مدير ابن كلب مثلنا!.. ولماذا كل هذه الأدعية لى؟ لست ابن خالته!).. ألقى ببعض المتظاهرين الذين يطالبون كل هذا بالحرية والديموقراطية وسقوط حكم العسكر، و مظاهرة أخرى تطالب بعودة الشرعية لمرسى (أنا وابن عمى على بعض).. أخيرا وصلت لمكان عملى الذى أعلمه بعلامة عم أشرف السايس الذى يطلب منى الركن فى مكان عام، مملوك للدولة فى الأصل وأخذ اتنين جنيه قهر والا أكون من الذين يتشبعون بالمال والغرور! (اذا قلت ان على الاقل 50 عربية تركن هنا كل يوم ويأخذ عم أشرف اتنين جنيه على الاقل من كل واحد، فيساوى 100 جنيه فى اليوم، أى 2800 فى الشهر!.. النصاب!).. صادفنى صديقى ذو لحية تشعر أنه يربيها عفانة لا أكثر( كى يستميل المدير ويقدم فروض الطاعه والولاء) سلمت عليه وتوجهنا للمصعد، للمكتب.

فى مكان العمل الجميع يلبس القناع، قناع السعادة، الطاعة، المصلحة، والصداقة.. ترى هناك الذى يسكب الماء الساخن على مج النيسكافيه وهو يداعب زميلتنا صاحبة جسد ممثلى الاغراء فى السينما، وهى بالفعل مصدر اغراء لكل العاملين، حتى أنا (لكن لا يمكننى الحديث معها حتى لا يتطوع فاعل خير ابن متسخة يوصل هذا الكلام لزوجتى التى ما تصدق أن تفتعل خناقة!.. لماذا يعشقون الخناق والحزن أكثر بعد الزواج؟ كى يعلموا مدى حبنا ناحيتهم؟ وهل يزيد أم ينقص حسب حجم الخناقة؟ لماذا لا يكشفون على قواهم العقلية؟ ليس عيب على ما أظن!).. وآخر يسبح بحمد المدير، و أخرى تميل مع صديقتها كى يتحدثوا ما الذى يفعلونه مع أزواجهم بضحك صاخب ودون حياء، مع انى لا أسمعهم، لكن لابد وأنه كذلك من ضحكاتهم هذه، وعامل البوفيه الذى يسب لعناته بين عينيه وهو يقدم لنا القهوة، وكل من حولى ينظرون الى فى حقد وحسد، لا يتمنون لى الخير، حتى وان لم يصرَحوا بذلك، فأنا لا أصدق الا نفسى. أتكلم معهم جميعا بزوق وأخلاق، لكن نفسى وهلاوسى تجتاح قشرة مخى أكثر من كلامى الذى يسمعونه، فالحمد لله أن نفسى لا تتكلم.. هو كلام بيننا فقط، دون تعامل.. لا أحب التعامل أن يزيد بين الناس، حتى لا يكون هناك شىء اسمه *واجب*!.. لا أحب المناسبات التى يتفشخرون بها فقط، ولا التعازى الذى يقدمونه فى مسجد عريق بسعر باهظ يستطيع سد كرب عشرة فقراء، ولا أعياد الميلاد المكتظة بالسخافة، ولا الأفراح، لا شىء من مناسبات، حتى العزومات.

أتصل بزوجتى بعدما أنتهى من عملى وأركب السيارة، كى تُحضَر ما قلته لها على الغذاء، بعض من الأسماك التى أعشقها.. وقفت أمام قهوة وطلبت واحد شاى، ثم تذكرت انها من الممكن أن تعمل الرز الأبيض بدلا من الأحمر الذى أحبه، فأتصلت بها وقلت لها: الرز الأحمر، ها ، لا الأبيض و لا تنسى مثل كل مرة ، آه على الغباء ! .. كنت متوترا من الجوع وأخشى أن تفسد علىَ طعامى المفضل هذه المرأه البلهاء.. تظل تتكلم مع جارتها و أصدقائها فى الموبيل وتليفون البيت (ليس سنترال أهلك) ومن الممكن أن تنسى الطعام على النار!.. سوف ألتهم نفسى من الغيظ كلما تذكرت أنها من الممكن أن تخطأ فى عمل طعامى.. تلك البلهاء.. تلك البلهاء التى تملك عقل دجاجة!.

مع الوقت شعرت أنى أكررها، لا، بل أريد قتلها، لكن لن تكون نهايتى بالشنق، لا أحب تجربتها.. اذا فأطلقها، ولكنى لن أظفر بطعامى المفضل!.. ماذا أفعل؟! لابد أن أتوجه لبيتى حالاً. وصلت وقد أنتهت من عمل الطعام، ونسيت كل ما دار فى ذهنى، كانت الطبخة موفقة لأبعد حد، الشهية لا تنقطع من فرط لذة الطعام، وظللت ألتهم السمك مع الأرز والسلطة والطحينة والعيش، أكننى لم آكل منذ زمن من جمال هذا الطعام.

بعد حبس ما دفنته فى معدتى بكباية ينسون، والاسترخاء قليلاً، جائت زياة حماتى، السيدة التى تحتفظ بجسدها الرشيق والمساحيق التى تضع وجهاً غير وجهها من كثرتها، والملابس غالية الثمن وهى فى سن لا يحتاج سوى عدم ترك سجادة الصلاه (هل تبحث عن زوج غير زوجها _والد زوجتى_ الذى توفى من ثلاثة سنين؟ والا فلماذا كل هذه الشكليات الزائدة عم حدها؟).. بعدما غادرت، كان فى التلفاز بعض البرامج السياسية التى لا تمت للسياسة بصلة، ولو تحدثوا عن سحالى الأجوانا لكان أفضل بكثير (مرتبهم فى الشهر هؤلاء الاعلاميين قادر على حل ما يعرضوه من مشاكل قسماً بالله، ولماذا يدَعون الفقر؟).. أظل فى ملل أتابع القنوات، ثم أغلق التلفاز متوجهاً للكمبيوتر، وتأتى زوجتى معى، فهى لا تثق فى هذا الجهاز الذى يساوى مصباح علاء ولى الدين حالياً (لو كنت أريد فعل شىء، فعلته فى الخارج وليس هنا ، يا لغباء النساء!).. أطفا الجهاز، والملل مازال يوارد جهازى العصبى، مع العصبية التى وللشهادة لله، تعرف زوجتى كيفيه تهدئتها، و التفكير فى الطعنة التى ستأتى من ظهرى ومن مَن؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ ، فللنوم..

فاجئنى سؤال وأنا على فراش نومى : * لماذا لا تكون قد أحضرت هذا البلهاء الطعام من الخارج؟!.. كانت أكلة السمك كغير عادتها من جمال وشهية!.. السافلة! * .

المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله




الثلاثاء، 11 فبراير 2014

بسيطة؟



_انت لازم تحاول تعتمد على نفسك

_ازاى؟

_انك تفكر بتفكيرك وعقلك وقلبك وتشوف الصح من الغلط

_واعرف ازاى من غير ما أسأل ماما وبابا واصحابى؟

_هما مش هيعيشولك طوول العمر فلازم تعتمد على نفسك من دلوقت ده أولا، و انك تجرب تسأل قلبك

_ما قلبى هيقولى على الحاجات اللى نفسى فيها وشايفه مع انه غلط!

_لا ده مش قلبك، دى رغبتك أو الشيطان اللى جوا نفسك

_وأعرف منين قلبى من رغبتى؟

_من الصح والغلط.. كلنا عارفين ان اللى بنعمله غلط، لكن بندور ونفتش على أى مبررات تهدى الضمير اللى جواك، و اللى هينتصر بين قلبك و نفسك هو اللى رأيه هيمشى

_يعنى الشيطان ممكن ينتصر؟!

_طبعا، لكن انت هتكون عرفت ان ده غلط ومش هتكرره تانى.. المهم عندى انك تعرف الصح وتعرف انك ممكن تعرفه وتعمله

_طب ايه اللى يخلينى أعمل الغلط وأنا عارفه؟؟

_وقتها نفسك بتكون أقوى من انك تتغلب عليها، و هترجع تندم على اللى عملته

_طب مش أحسن لما أسال حد عارف وعنده خبرة أكتر؟

_ما انت هتكون عارف الصح من الغلط، ومش محتاج اللى يقولك، لكن محتاج اللى يقوى ارادتك انك تعمل الصح وتثبت عليه ومتكرروش

_ومين اللى يقوى ارادتى؟

_ربنا

_ازاى؟

_لما تقرب من ربنا وتصلى وتطيع أمك وأبوك وتلجأله وتدعيله وقت الشدة، هتحس، هيقويك وهينبهك بأى حاجة عن الصح، وحسب نيتك فى انك محتاج فعلا تعرف وتتقوى من ربنا أو مش محتاج اللى يفوَقك دلوقت

_وبعدين؟

_وبعدين انت هتكون نفسك صافية قدام كلام الناس اللى بقى زى وسواس الشيطان.. مش هيفيدوك بحاجة لأن مصالحهم أولى بيهم.. متبعدش عن ربنا و لو لحظة، حتى لو غلطت، هو هيسامحك لو لجأت له واستغفرت، هيغفرلك ولازم تكون واثق من ده.. ومش معنى كده انك تسوق فيها وترجع تستغفر وتصلى عادى، لا طبعا، انت لازم تكون حاسس بتأنيب الضمير لنفسك وانك تحاول متكررش نفس الغلط

_طب وعقلى؟أ

_عقلك الشيطان بعيد عنه لأنه أقوى من القلب والنفس وان أغلب الناس بتمشى ورا نفسها مش عقلها.. عقلك هو اللى هيوزن الحاجة بين الغلط والصح وانهى كفة ترجَح

_طب الصح والغلط فى العقل بيبقى على أساس ايه؟

_على أساس الضرر أو النفع لنفسك وللى حوليك.. مثلا، السجاير لو جيت تبص للموضوع، هتلاقيه عادى وقشطة وقضيها يا برنس، لكن لو فكرت فيها، هى السجاير بتفيدك بايه؟ بتروقك شوية؟ ما فيه مليون حاجة تانية ممكن تروقك وتهدى اعصابك غير السجاير!.. الفكرة انك قادر تسيطر على قلبك من خلال عقلك وضميرك أو مش عارف أو قادر، أو مش عايز

_طب واعمل ايه ساعتها؟

_تلجأ لربنا برضو.. مفيش غيره يقدر يساعدك ويقلب الموازين فى عقلك وقلبك.. انك تقرأ وتتثقف وتبقى واعى وفاهم وعاقل لكل اللى حوليك، ومتبقاش صفيحة لأى حد يرمى فيها.. لما تغمض عينيك وتفكر فى ربنا وانه ازاى بيحبك وانت بتحبه ومش عايز تغضبه، هتلاقى نفسك عايز ترضيه بأى شكل وتقرب منه وتعمل اللى هو عايزه.. جرَب

_دى حاجة حلوة وسهلة أهى

_آه والله ما فيها حاجة، لكن شوشو شاطر

_أمال ليه الناس مبتعملش كده؟

المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله

السبت، 8 فبراير 2014

وساوس



كل واحد فينا معاه شيطان ابن جزمة بيصدَرله كل الظنون السيئة فى كل حاجة و كل شخص حوليه، حتى نفسه !.. مش فاهم ولا عارف الظن أو الشك ده على أساس ايه؟؟ ما كل حاجة ليها سبب و أساس، لكن ده ملوش.. الحاجة الوحيدة واللى متعتبرش سبب، انه يجيلك هاجس أو وسواس فى عقلك بالظن ده.. انت فى الغالب بيكون كلامك أو فعلك حاجة، وكلام و فعل اللى حوليك حاجة تانية و * الظن * بالكلام أو الفعل أو رد الفعل حاجة تانية خالص.. متنكرش ده، انت قبل ما تروح الشغل بتبقى مهيأ نفسك لأى حاجة وحشة!.. أصل الخير هييجى منين؟ محدش عايز مصلحتك غير نفسك!!.. حتى صاحبك لو جاتله فرصة يدوس عليك ويعتبرك سلم له، هيعملها.. أنت نفسك لو جاتلك الفرصة دى هتعملها، اصل لو مستغلتش الفرص، تبقى حمار.. حد ياكل عضم ويسيب لحم؟؟.. احنا بنضحك على بعض ليه؟؟ وعشان ايه؟؟.. عشان مبادىء؟؟ مبتأكلش عيش.. ربنا سبحانه وتعالى قال * ان بعض الظن اثم * يعنى فيه بعض آخر، حتى لو قليل، بيسمح بالظن السىء، أو الشك و الظن عموما.. مين اللى هيتحاسب فى الآخر؟ أنا ونفسى ولآ اللى حوليا هيشيلوا عنى؟ ده ربنا سبحانه وتعالى قال * يوم يفر المرء من أخيه و أمه وأبيه * يعنى محدش هينفعك غير نفسك فى الدنيا والآخره كمان، يبقى ايه؟!.. متجيش على نفسك عشان خاطر حد وتقعد تستنى رد الجميل، لو هتعمله متستناش مقابل، ولو فضلت مستنيه عمره ما هيجيلك غير فى عزاك.. طب بزمتك انت خدت على قفاك كام مرة عشان ظنيت بالناس ظن حسن؟؟ طب استفدت ايه من الظن ده فيهم غير انهم ردولك الظن الحسن بالظن ابن ميتين الكلب فى أخلاقك و سمعتك وشخصيتك؟؟!.. انت لو ساعدت حد يبقى مصلحه.. ولو ابتسمت فى وش حد يبقى بتنافقه.. ولو اديت فلوس لشحات يبقى منظرة قدام الناس.. ولو بتصلى فى الجامع يبقى عشان تهرب بره البيت شوية.. بتكلم واحده فى الموبيل يبقى اتجوزتها عرفى من ورا اهلك وهلها.. بتتكلم كويس ومحترم يبقى انت فرفور وملكش فيها.. ربيت دقنك تبقى اخوان وارهابى!!،، الخ الخ الخ.. الجانب الشمال مسبش حاجة فى اليمين الا ما حط التاتش بتاعه عليه، فهو خبير فى ميتين أم هذه الأمور الابليسية!!.. من الآخر، خلى ظنك ونيَتك على نفس حجم الموضوع اللى قدامك، لا تكبَر ولا تصغَر، وقدَم النية الصالحه و الثقة فى أقل الامكانيات و الظروف.

مسرحية..

مسرحية كبيرة، أبطالها الجمهور، و تقريبا من تأليفك لو محدش كتب فى السيناريو حرف. هتلاقى اللى يسقف على طوول بسبب و من غير سبب، و اللى ساكت و لا أكنه حاضر، و اللى هيسيب المسرح و يطلع و هتلاقى زيه كتير. فيه اللى تشوفه تبقى عينك مبسوطة بيه، و اللى مشغول عنك بس موجود، و واحد خايف يزهق لو المسرحية مملة. مهما ضربت أمثال عن واقع حياتنا، و إزاى عايشنها، وتأثير الناس فيها، فى اﻷول و الآخر إنت اللى فى إيدك القلم، بتكتب اللى إنت عايزه. ممكن تبطل كتابة عشان الحبر خلص و دى إراده ربنا.. أو يمكن تفكر تكتب فى آخر ورقة باقية !