الخميس، 2 مايو 2013

بداية و نهاية

بداية ونهاية

يدور ما يسمى بـ" طبيعة الحياة " حولنا، وقد تجعلنا هذه الطبيعه لا نفهم كيف ابتدأ هذا الأمر ومتى ولماذا وصل لهذه النقطة الشاسعه أو الضيقة ؟! ..فهكذا تكون أغلب مواضيع حياتنا التى نعيشها، ومواضيع حياتنا يحكمها نظام البداية و النهاية، فلم تعد لعبة نلهو معها كما كُنا صغاراً، بل أصبحت الحاكمه لطبيعه حياتنا، من بداية يختفى جمالها كلما اقتربنا الى نهايتها الى نهاية لا تعلم لماذا وكيف!؟.

دائماً ما تكون البداية مثل الطفل، رغبتها المُلحه فى المعرفه، ُحبها لاكتشاف الأشياء، فتجذب الانسان محاولاً للبحث على ما حبّ تجربته وكثرت قصصه. حتى ما اذا تمكّن منها، وأصبحت تحت سيطرة رغباته، فتبدأ فى أول خطوة نحو مشوار النهاية، فطريق النهاية يبدأ بخطوة واحده. لذلك ترى أن كل ما نطلبه ونُلح عليه بكثره، ونتمكن منه فى الآخر، لا يقضى وقتاً كثيراً فى شغل حياتنا، حتى تتركه او ترميه فى نفق الذكريات، أو تضعها فى " دكة الاحتياطى ".

شيئان ليس لهم أمان أبداً لآخر الدهر، النهاية والنسوان. وقد تجد علاقه بينهما، فالنسوان يضعون نهاية لأجمل مراحل البداية، وهى " العذوبية "، فجأة تقتحم بدون احم ولا دستور حياتك. بعين الزمن نرى أن النهاية لا سّيد لها، تستخدم دائماً سلاح القضاء والقدر، الذى يضع حداً لما فات. بعين الايمان لابد أن نسلم لها. النهاية تكون واقعية، لا تقبل الافتراضات، حادة، جادة، جاحده أحياناً، لا تفقه شىء غير القتل. النهاية هى الـBest Friend للموت.

قدرتنا على الحياة مرتبطة بنسياننا للنهايات التى نبدأ فى طريق بدايتها، فلو أخذت جانباً واسعاً فى تفكيرنا، حياتنا، تحركاتنا، لو فكرنا أن هذه البداية لها نهاية لابد أن نضعها فى اعتبارنا طيلة الوقت، فى كل لحظة نتذكرها، نستذكر انفسنا بها، نحاول أن نجعلها شىء من روتيننا اليومى، لما استطعنا أن نعش يوماً واحداً. فلا تعتبر أن لهذا الطريق نهاية، اذا كنت تستمتع ببدايتها، اما غير ذلك، اما أن تضعه أنت، أو سيحكم عليك الزمن بقوانينه التى لا تستبدل ولا تسترد.

وأخيراً لا أريد من الأشياء غير البدايات، بداية الحُب، الطفولة، المراهقه، ولتذهب النهايات فى طى النسيان، الى الموت، البداية لابد أن تدوم، لابد أن تعيش، لابد ان تسكن جوارحنا، لابد أن تكون الدرع الذى يحجب نظرنا الى النهايات، لانها قلبنا الافتراضى الذى يحرك لذاتنا، ومرحنا، سعادتنا، ابتسامتنا، قتل حزننا، لابد أن تطرد النهايات من عقولنا دائماً ما تكون النهاية جميلة، البداية فى كل شىء يكون عظيم وجميل ومرح، وبعدها يقتل هذا الجمال.. سنة الحياة هى!؟ أم سنة المجتمع!؟. البداية هى الأم الحنون التى اذا اشبعتنا الحياة أو الزمن بغشومتهما، اتجهنا اليها، كى تقل لنا : " الدنيا لسه بخير ".

 المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق