الخميس، 26 فبراير 2015

ساعاتى الأولى على كوكب الأرض !

حركة اهتزازية تحاول وضع بصمتها على المركبة الفضائية.. تهتز بعنف.. تهتز أكثر عنفاً لتدفعنى للخارج، بمساعدة بعض الأصابع الغليظة، حتى أغدو إلى حياة و زمن آخر، يُنهيه أحد ما، بمنتهى الروتينية، بقطع شريان الحياة بينى و بين المركبة كأمل أخير!.

يستقبلنى الجمهور، المُنتظر، ووالدى صاحب الأسطوانة الدائرية أسفل صدره، و الجزيرة النائية التى تُغطى رأسه، مصوّبين هواتفهم المحمولة تجاهى، لن أقوم بالقاء الخطبة الجمهورية اليوم على كل حال !.. ويصنعون من وجوههم طلاسم تعبر عن فرحتهم، عدا ضيق وجه "عمو فخرى و طنط سعاد" لعلمهم أننى فتى !.

ها هى المركبة الفضائية التى دفعتنى عن طيب خاطر إلى المجهول !.. تبدو مُنهمكة كأنها صُدمت باحدى الصخور الجبلية المتناثرة فى الفضاء قبل وصولها لكوكب الأرض !.. أو أننى فعلت ما ليس علىّ فعله ! حتى أتصوّر أننى هزمتها فى مباراة للملاكمة فى الجولة التاسعة، ولم أتلقّ ضربة واحدة !.

بين ذراعيها، تضع رأسى تجاه ثديها، ليعتصرها فمى، بكل تلقائية، حتى أفرغ، ومن ثمّ أطلب المزيد !.. لكن معدتى المتناهية الصغر لم تُسعفنى فى مقدار ما وددته !.. فلقد أحببت هذا السائل.. المُخدّر !.

أغدو فى لفافة زرقاء مُحكمة الجوانب، منعاً "للفلفصة"! ويعترينى الخوف من صاحب الأسنان الصفراء، كأن يكون مخموراً ويتجرعنى دفعةً واحدة ليظفر ببقاياى فى هواء لا توجد فيه ذرة أخرى تستوعب التلوث ! التلوث الذى يُضفى على رئتى المنكمشتين، انكماشاً !.

يتحوّل عنى صاحب الأسنان الصفراء، لأشاهد السفينة الأم تعتدل قليلاً وهى تتجرع ما يبدو عليه أنه يورانيوم، لكن لماذا يطلقون عليه "المغات"؟
لماذا فى الغالب تكون، مؤخرتى الوردية، محور حديث مضحك؟
من هذه السيدة صاحبة الصوت المدوى الصادر من حركة عضلات لسانها مع الصراخ فى آن واحد؟
طقس جنائزى سعيد بشىء ما !
ولماذا يدور حولى بعض الصغار مرددين بعض التعويذات بتلك الديناميكية؟

أتحوّل ليد شيخ يعتبره الأهالى، نبياً مغموراً، يُقبّلونها كلما شاهدوه !.. أو كقطعة حلوى فى فم هؤلاء الوجوه البهلوانية، يودّ الجميع لو يتذوّق طعمها !.. يشبهن السفينة الأم كثيراً، غير أنهن بحالة جيدة.. يُطبعن قُبلاتهن اللطيفة، و أتنقل بين أحضانهن الدافئة بأثدائهن الناعمة !.

ما هذه الخدمة الفندقية الرائعة؟!.
يحملنى الجميع فى سعادة غامرة!
الطلبات مُجابة، فقط أصرخ!
قُبلات لا تنقطع!
نهر من لبن تملكه وحدك، و يملأ جوفك أغلب الأوقات!
التنقل بين أحضان حسناوات المجتمع !
يمكنك تصور كم هو ظريف أن يبلل المرء ملابسه !
لماذا لا يحصل الجميع على مثل هذه الخدمة الرائعة؟!
كيف يعيشون حياتهم بغير هذا التودد؟!

فليكذب علىّ أحدكم ويقول لى إن الوضع سيستمر للأبد !.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق