الاثنين، 3 مارس 2014

حاول تتغيَر

أغلب المشاكل بيكون أصلها حاجات صغيرة إتحولت بقدرة قادر لأجعص مشكلة، سيبك هى إيه المشكلة، لكن اللى كبرها ده عايز إيه؟!.. لو سألته مش هتلاقى عنده إجابة، ولو قال إجابة هتلاقيها أسخف و أتفه من شريف مندور!. طب والحل؟ إنك تفكر بعقلك، إحنا هنتغير بجد فى تفكيرنا وكلامنا لو فهمنا إن التفكير من العقل مش من النفس.

هييجى واحد يقولك * أصل دى طباعى ومش هتغيَر * ، مفيش حاجة إسمها طباع مش بتتغير، و ليه الطبع دايماً بيبقى فى الشر أو الصفة السيئة!؟.. عمرى ما سمعت عن حد بيقول إن طبعى أبتسم للناس أو أكون صادق أو أمين أو رحيم مع الناس أو العاقل، إلخ إلخ إلخ !.. مكنش ربنا حاسبك على حاجة بقى لأنك إتولدت لقيت نفسك عصبى وبالتالى ده بيأثر على شغلك وبالتالى على بيتك وبالتالى على حياتك وبالتالى على أسرتك وأهلك و بالتالى لما تنتحر محدش يقولك تلت التلاتة كام عشان ربنا خلقنى كده وده طبعى و مش هتغير!!.. مكنش ربنا حاسب الغير مسلمين كلهم لأنهم إتولدوا لقوا نفسهم فى أسرة مسيحية ولا يهودية ولا بوذية وتبع حتى ديانة السيخ - ديانة مش بيحلقوا شعره من جسمهم لحد ما آخر مسلم يموت على الأرض- !.. أصل هيحاسبهم على حاجة ربنا خلقها فيهم كده!؟.. منطق متخلف و مبرر لغبائك و أخطائك!.

إنت ليك عقل تفكر بيه و قلب يحس باللى فكرت بيه، تقدر من خلالهم تغيَر أى صفة بقت جزء منك و من عيوبك، والحكاية مش صعبة لدرجة القفش وإنك مش عارف تتغير.. حاول تبص لنفسك كل سنة، هتلاقى نفسك بتتغير بتأثير أشخاص، مواقف، كلام، مشاعر، شغل، موت فقد، عقل، حب، قلب، نفس، صلاه، نظرات، تفكير، و غيرهم وغيرهم.. إنت لو مش بتتغير و بتتعلم يبقى قافل حياتك بالمفتاح و متعاتبش حد الا نفسك على حالة الكئابة والحزن اللى انت عايش فيها.. متعاتبش الظروف ولا أى بنى آدم حوليك، المشكلة فيك إنت، إنك مش عارف تتحكم فى نفسك، هتتحكم فى حياتك إزاى!؟.

بعد أحدى الغزوات قال الرسول عليه الصلاه والسلام للصحابة : *هذا هو الجهاد الأصغر، فاستعدوا للجهاد الأكبر، ألا وهو جهاد النفس*. جهاد النفس أقوى من السيف والحرب والقتل!.

لما هتفكر فى حاجة بعقلك هتفكر فيها بموضوعية وهتحطها فى مكانها الصح اللى لا تقلل ولا تزود عليها، لكن لما تفكر بنفسك، هتشوف مصلحتك بس، نفسك بس، إنت الصح وكل اللى حوليك غلط، العنتظة، عدم قبول النصيحة والرأى.. هتلاقى نفسك فجأة لوحدك، شيطانك بيعملها فى ودانك و نفسك وكلامك وافعالك وعصبيتك وهو عمال يرقص من الفرحة، وانت بترقص من العصبية، وعقلك غايب عنك. مش عيب أن الواحد يغلط ويتعصب أحياناً و يكون له ذلة لسان و أفعال، إحنا بشر و طبيعى بنغلط، لكن العته والغباء إنك تفضل على ده الحال و متحاولش حتى تغيَر من نفسك.. هتلاقى الناس بعدت عنك، إيه اللى مصبرهم على واحد مش بيحاول حتى يتغير؟!.. هيتعبوا أعصابهم مع سيادتك ليه؟!.. ليهم النصيحة والمحاولة والرأى والكلام عشرين مرة و حضرتك ما شاء الله مبتحسش و عقلك بيشرب حجرين معسل على القهوة !.

لو كنت بتفكر فى اللى حوليك قبل نفسك، كنت إتغيرت من غير ما حد يكلمك.

ربنا يهدينا جميعاً

المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق