الجمعة، 7 مارس 2014

نفسى نفسى !

الأصوات الصاخبة تكسر حاجز الصمت، كلام، صريخ، استغاثة، نداء، قرآن، إنجيل، توراه، بكاء، تنهيد..
 العواصف بطول برج إيفيل تبحث عن طعامها..
السماء تتلون و تصرخ فى الوجوه، الأرض تنشق و تخرج ما فى باطنها..
الأجهزة مُعطَلة..
الموت يشمشم وراء بناطيل الجميع..
 الأمطار و السيول تغرق اليابس..
البرق يكسر حاجز الظلام، ولا تعرف ما إذا كان ليل من نهار؟ فالشمس ساطعه و الجو داكن بالظلام!..
ما الذى يحدث؟!.

أقف فى منتصف الشارع دون حراك من هول ما هو خيال تقرأه عيني وغير مقبول لعقلى..
قلبى يهتز مرتجفاً، نبضى يزداد مع كثرة الأصوات والحركة والدمار..
أين أمى؟ أين أخى؟ ما الذى يحدث عند أصدقائى و عائلتى؟..
أشعر وكأننى كما ولدتنى أمى، فمن كانوا حولى هم من يكسونى فى هذه الحياه، أين هم بحق الله؟.

 يضرب خوفى الذى يربض على كتفى أصوات تنادى وتقول : * إنها يوم القيامة، فليقل كل منكم الشهاده و يدعو بالرحمه و المغفرة و الله أكبر الله أكبر الله أكبر * وكأن هذا الصوت هو السيف الذى قطع رباط خوفى..
بعدما أستيقظت من غفلتى، أخذت أنظر من حولى، الناس تطلب المغفرة والسماح من الذين أخطئوا فى حقهم، و هناك الرجل الذى يسجد على قدم آخر كى يُقبلها جزاء من أقترفه فى حقه..
وأخرى تكاد الدموع تسقيها أمام أمها التى هجرتها و أدخلتها ملجأ لكبار السن..
و آخر يبحث عن الماء كى يتوضأ و يصلى أول صلاه منذ سنين..
و آخر يبحث عن من يتصدق له و زكاته التى أغفلها..
و شباب يبحثون عن أبيهم الذى تركوه للزمن يرعاه..
و آخر يقرأ الإنجيل، و آخر يقرأ التوراه، و آخر يعتنق الإسلام، و أُناس لحق بهم شبح الموت

الأصوات الصاخبة تكسر حاجز الصمت، كلام، صريخ، إستغاثة، نداء، قرآن، إنجيل، توراه، بكاء، تنهيد..
العواصف بطول برج إيفيل تبحث عن طعامها.. السماء تتلون وتصرخ فى الوجوه، والأرض تنشق وتخرج ما فى باطنها..
الأجهزة مُعطَلة..
الموت يشمشم وراء بناطيل الجميع..
الأمطار والسيول تغرق اليابس..
البرق يكسر حاجز الظلام، ولا تعرف ما إذا كان ليل أم نهار؟ فالشمس ساطعه والجو داكن بالظلام..
ما الذى يحدث!؟

 أخذت طريقى بحثاً عن أمى، كيف أموت من غيرها؟ و عن أخوتى؟ وأصدقائى؟ و عائلتى؟ ليست هذه نهايتنا، فلم نفارق بعضنا فى الدنيا، أنفارقها عند الموت؟ ليس هذا عدلاً فى قانون الموت!..
أركض بحثاً عن ماء أتوضأ ولكن قد فات الأوان للحياه، كالصحراء الجرداء هى لا زرع فيها ولا خير..
لا أعلم إلى أين يأخذنى هذا الطريق؟
فالكل يلجأ الى آخر كى يعطيه حسنة واحده، سماح من آخر، عفو، طلب، سؤال عن أشخاص، نوبات البكاء التى تُعطلنا عن الركض وسط هذه المعمعه الترابية..
القلب يركض أسرع من قدمينا..
أرجُلنا بدأ الخوف يشد على أجزائها..
القلب يركض أسرع وأسرع..
العقل ُمشتت و لا شىء قابل للتفسير، جهاز تم فصل كهربته..
القلب يركض أسرع و أسرع وأسرع..
اليد قد لمسها الارتجاف، لا تتوقف أبداً و لا أستطيع حراكها..
لا أستطيع التحكم فى أى جزء من جسمى، الخوف بدأ يغلب روحى..
القلب يركض أسرع و أسرع وأسرع وأسرع وأسرع..
الروح هى فقط التى تحركنى خوفاً من شبح الموت..
القلب يركض أسرع وأسرع وأسرع وأسرع وأسرع وأسرع..
أقع كثيراً وسط هذا الالتحام و الكل * نفسى نفسى *.. 
القلب يركض أسرع و أسرع وأسرع وأسرع وأسرع وأسرع وأسرع..
لسانى و فمى يجاهدان الصمت و الخوف على ذكر الله و الشهاده، فهما سبيلنا للخلاص والجنه..
القلب يركض أسرع و أسرع وأسرع وأسرع وأسرع وأسرع..
أين كنا قبل ذاك اليوم؟..
أين كانت رأفه الفقير؟..
أين العطف على الأب والأم؟..
أين الضمير؟..
أين الرحمه؟..
أين العقل؟..
أين طهاره القلب؟..
أين قراءه القرآن؟..
أين كلمة الحق؟..
أين الجمال؟..
أين الصلاه؟..
أين الزكاة؟..
أين الصوم؟..
أين الصداقة؟..
أين المحبة؟..
أين حسن الأخلاق؟..
أين المعاملة الحسنة؟..
أين الخوف من النار؟..
أين الخوف من العذاب فى الدنيا والآخره؟..
أين الخوف من الموت؟..
أين الخوف من الله؟..
ما الذى يجعل الحياه تستمر؟ لا شىء.


 الأصوات الصاخبة تكسر حاجز الصمت، كلام، صريخ، إستغاثة، نداء، قرآن، إنجيل، توراه، بكاء، تنهيد..
العواصف بطول برج إيفيل تبحث عن طعامها.. السماء تتلون وتصرخ فى الوجوه، والأرض تنشق وتخرج ما فى باطنها..
الأجهزة مُعطَلة..
الموت يُشمشم وراء بناطيل الجميع..
الأمطار والسيول تغرق اليابس..
 البرق يكسر حاجز الظلام، ولا تعرف ما إذا كان ليل أم نهار؟ فالشمس ساطعه والجو داكن بالظلام..
ما الذى يحدث!؟

 أستمر فى الركض و قلبى قد سبقنى أميالاً و لا أعلم ما آخر الطريق؟ ولا إلى أين نذهب؟ ولا الذى يحدث؟ و لا عن أمى؟ ولا أخى؟ ولا أصدقائى؟ و لا عائلتى؟.. لا شىء..
لا أستطيع سماع شىء الآن غير صوت وقع قلبى على روحى و هى تتصاعد..
توقف عقلى عن التفكير..
وقلبى مازال يركض..
و قدمىَ لا أشعر بهم سوى أننى أتحرك ولا أعلم ما اذا كانت حركتى سريعه أم ماذا؟!..
وعينىَ ملئتهم التراب..
ويدى لا تتوقف عن الإرتجاف..فقط أركض وأركض..
أهرب من الموت..
لا أريد الموت إلا ومن حولى كل من أحببتهم روحى و جعلهم الله أحباب روحى وقلبى..
لا أريد الموت، لا أريد الموت..
فقط يا الله سامحنى عن كل ما أخطأت و أعفو عنى و صاحبنى بمن أحببت فى عنان جنتك..
و أصوات تعلو و تعلو و تعلو و تعلو تقول : * نفسى نفسى*

المجد للشهداء
العبد الفقير إلى الله




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق