الخميس، 13 مارس 2014

من أحببت؟

 وميضٌ من نور يظهر ويختفى عند عقب باب ضخم مُزخرف ببعض الكلمات و الوجوه الدقيقة، تفوق عبقرية دافنشى، ويزداد الوميض كلما أقتربت من الباب الضخم، ويختفى الباب تدريجياً مع حركتى، كأنه يُخفى ورائه عالم يُجرى تجارب كيميائية، تَشُع تفاعلاته نوراً عظيماً. وها قد أختفى ، النور يغطى كلياً بصرى، أضع يدى اليمنى على عينيَ وأقف ساكناً بعدما تخطيت حدود باب قد أختفى، أو أن هذه وسيلة الدخول، لا أفقه شىء حتى الآن. يظهر الباب مُجدداً بعدما تخطيته، ينغلق مُحدثاً صوتاً عنيف خلفى، رجعت فى فزع وأنا أضرب الباب، محاولاً فتحه، وفى هذه  اللحظة بَسُط الوميض عن بصرى وتركنى وشأنى، ثم إستدرت لأرى بعض من الخيال.

  مكتبة متعددة الرفوف، تحتوى على العديد من الكتب، منها التى غطَاها التراب، والتى فُتحت كثيراً، والتى لم تُمس، و كتاب واحد فقط مكتوب عليه بخط عريض : " ليس للإطلاع ". المكتبة بداخل غرفه تملئها عدد لا نهائى من الصور، قرن من الزمن لا يكفى لتصوير كل هذه الصور!. الكتب مُرتبة بنظام، الصور مبعثرة فى الغرفه، ولا أشعر برائحه معينه، كأنه لا يوجد هواء من الأصل. أتحرك تجاه أحد الكتب، فأسحبه من رفه، أبعد التراب الذى عصف بغطائه بيدىَ، فأقرأ إسمه، كتاب الحب، فأبدأ بقراءة صفحاته بدون ترتيب.

فتيات، مراهقة، نساء، شجن، حب، أحضان، قُبلات، كلام، دموع، فرح، سعاده، ضحك، إبتسامات، شعر، أغانى، رومانسية، بحر، خلاف، همسات، وجع، عتاب، مُصالحه، عيون، وعود، مشاعر، سؤال، إهتمام، غيره، مداعبة، جنان، جرح، فقد، موت.

من التى أحببتها؟.. من أين؟.. ومتى؟.. وما إسمها؟.. هل عشت طويلاً معها؟.. هل كنت أحبها بالفعل؟؟.. أعشقها؟.. هل كان لديها أم يصقف لها الجرذ على صفاقة حديثها وأفعالها؟.. ما لون شعرها؟.. ما شكل جسمها؟.. هل كانت تحبنى؟.. لماذا لا أعلم عنها شىء؟

كلمات هى عناوين للكتاب و تفاصيله التى كتبها القلب، كلمات تغرس فى صميم قلبى وقلب من؟؟.. لا أعلم من التى حببتها أكثر ! وهل احببتهم جميعاً؟!.. أنا لا أؤمن بهذا على الإطلاق، فالحب كالفرصة، لا تأتى غير مرة واحده.. فتيات المراهقة نوع من إشباع الذات لا 
أكثر، كنت أريد الإنطلاق بعمرى، فسلكت الطريق الأسهل عبر الفتيات، لم أرتكب أى حماقة معهم، غير السلام على بعضهم باليد، كنت أبله بعض الشىء، وأعتقد أن مثل هذه الأمور حماقة، بعدما علمت أن أحد أصدقائى تهور و سلَم على صديقته بيده كلها، وأنا أعتبر السلام بطرف الأصابع هو العيب بذاته !. صادقت وأحببت -بمعنى المراهقة- ولم أوعد أحد قط بأى شىء، كانوا كالشياطين يجروَن الناعم والطيب وما لذ بمهارة يحسدون عليها، بعدما أوقعوا بجميع أصدقائى البلهاء، ولكن "صياعتى" أنقذتنى، فالشر بالشر هو الخير نفسه يا عزيزى. تفرقنا جميعاً فى مختلف الكليات والجامعات، وإنتهى ما لم يبدأ فى علاقاتنا.

بدأت دراستى فى الكلية دون إهتمام بمختلف البنات والحب، كنت أود التفوق والسفر لباريس، فحوارىَ عينى هناك بالفعل. تلمست بعض العلاقات السطحية مع مختلف البنات والشباب أولا، وكنت أثقل نفسى بما فيه الكفاية لتتركنى الكثير من الفتيات، يا لغبائى!. قررت أن أوسع آفاق قلبى ونفسى لمثل هذه العلاقات، فلا مانع من الحديث مع بعضهم والذهاب لبعض الكافيهات والمذاكرة، والسفر فى رحلات تابعة للجامعة، ما المانع؟. فى سنين الجامعة أصبح عندى صديقات، أخوات، حبيبات.. الصديقات هن التابعات لأصدقائى وأحسد أصدقائى على بعضهن، و أخواتى من يحملون أجساماً بدينة، و حبيباتى هن الذين ،، لا أعلم !.. لم أشعر بهم فى قلبى، أشعر بهم فقط عندما أختلث نظرى على أحدهن وهى تصلح جزمتها وتكشف الكثير من ثديها، أو تساعدنى فى المذاكرة، هنا فقط أشعر بهم!.. فقط هن للتسلية وإرضاء طبيعة الحياه بالعلاقات بين الجنسين. لم ألمس أو أوعد أحدهن قط، فقط كانت كلمة "بحبك" التى أصبحت مملة من كثرة تكرراها راضية بما فيه الكفاية عندهن، هو الهبل بشحمه ولحمه !.

من التى أحببتها؟.. من أين؟.. ومتى؟.. وما إسمها؟.. هل عشت طويلاً معها؟.. هل كنت أحبها بالفعل؟؟.. أعشقها؟.. هل كان لديها أم  يصقف لها الجرذ على صفاقة حديثها وأفعالها؟.. ما لون شعرها؟.. ما شكل جسمها؟.. هل كانت تحبنى؟.. لماذا لا أعلم عنها شىء. 

تخرجت أخيرا، وبتفوق، و إنتهى التعليم كما إنتهت علاقاتى مع الفتيات الذين أحببتهم، أما الصديقات والأخوات ما يزالوا على قوائم هاتفى، نتحدث من آن لآخر، كنت أحبهم من قلبى بالفعل كالأخوات و الأصدقاء، أرتاح فى الحديث معهم كثيراً، فعيد الصداقة و الأخوة أولى من عيد الحب، فالصداقة تستمر، عكس الحب. كنت أجد نفسى معهم بالفعل، أتحدث بشخصيتى، لا أضع اقنعتى على لسانى كما أفعل مع من تحبهم نفسى.. كم تمنيت الخير لهم جميعاً بالفعل، ولكن ليس مع أصدقائى.

زميلات العمل، وما كثر حُبى لهن، فمع زيادة عدَاد العُمر، يزداد العقل نضجاً فيهن، و المؤخرات إثارة. علاقتى بهن ليست لها قواعد سوى القواعد التى يضعها أستاذ محسن رئيسنا فى الشركة. الإلتزام، العمل، التركيز، المواعيد، الإنضباط، الجهد، وكيف تكون جرواً مطيعاً لسيده. فى العمل، أداعب زميلاتى بالضحك والكلام، مع سرقة نظرات قد تطول على أجسادهن، كان بعضهن يعشقون ذلك، يتحمسون لأنوثتهم، والبعض الآخر لابد أن قادمين من عهد سعد زغلول، لا كلام ولا ضحك ولا صداقة الا بحدود ضيقة الأفق، نحن فى القرن الحادى والعشرين أختاه!. كانوا مصدر دعمى فى العمل، فما الذى يدعونى للمجىء مع هذا الأستاذ مُحسن إلا بهتك عرض وجهه من الضرب؟. كانت الأيام ومن أحببتهن وجهان لعمله الملل، كنت أحب أحدهن، لكن لم أشعر بها أيضاً، الشىء السهل فاقد لأهلية الإحترام. وعندى الإحترام له عنوان فى نفس من سأحب، وليس فى نفسى.

بعد إنتهاء إحدى الندوات الثقافية التى أعشقها، شدَ إنتباهى حديث جانبى من جانب فتاة مع أصدقائها حول موضوع الخير والشر فى النفس، فتتكلم على أن الخير ينبعث من قلب فاطر بالإيمان و عقل يضع الحدود لهذه القوة، فكل شىء يجب تحديده وتحجيمه، والا ينقلب على صاحبه، حتى الأدوية اذا ما أخذت منها الكثير، ضعفت مناعتك، واذا منعتها أو قللتها وقت الحاجة، غلب عليك المرض أكثر. ثم استطردت كلامها مع باقى أصدقائها فى ضحك ونقاش، وعندما إنصرفت هى بعيده عنهم، إتجهت لها، لا أعرف كيف أبدأ حديثى، ولم أعرف أبداً كيفية بدء الكلام، لكن شعور قوى يجتاح بؤر عقلى وقلبى يدعونى لخوض هذه المحاولة.

إستوقفتها كمعجب بكلامها و تأسفت لها على سماعى لحديثها دون إدراكها، و شكرتنى فى بادىء الأمر فى أدب و زوق، ثم إستسمحت لها فى سؤال، فقبلت فى إبتسامة، أعتقد أن وجهى أحمر منها..

_ما الذى يدعو الإنسان لإرتكاب الشر وهو يعلم أن الخير هو الطريق الأصح والأفيد والذى فى صالحه؟

_هى النفس.. النفس التى تقف فى زور كل خير، فهى أهل للشيطان، وعند ارتكاب الانسان للشر فهو بالتأكيد يعلم أنه مُخطىء، لكن نفسه تضع المسكنات لضميره قد تغشى عينه عن الخير والحقيقة الغائبة. يعتمد الشر على ضعف قوى النفس، و ضعف النفس يأتى من الإبتعاد عن الله، والإبتعاد عن الله لا ينطوى إلا بالصلاه وذكر الله دائماً والإحسان للوالدين.. عقلك لن يساعدك على تخطى حاجز النفس بينك وبين الله، لأن العلاقة بينك وبين الله هى روحيه و ليست عقلية، فهى فوق حدود العقل.

أقف مبتسماً لحديث رائع من إمرأه أروع، ثم أقول لها مع إبتسامة عريضة : كلامك رائع يا .. ما إسمك؟

تبتسم إبتسامة تنم على أنها قابلت مثل هذا كثيرا، ثم تقول : إسمى ليلى

_أعشق هذا الإسم، و أحُييى الوالد عليه، ضحكت ثم شكرتنى ثم سألتنى

_هل لديك فكرة عن سبب زرع الله الخير والشر فى الإنسان وعلاقته بالنظام العام فى الكون والحياه؟

_فاجئنى أنها تريد إستكمال الحديث أكثر من السؤال نفسه، فأهتز قلبى فرحاً أنى سأستمر مع هذا الملاك، فقلت : سبب الخير و الشر فى الإنسان كالنفس و العقل، الإثنان عدوان لبعضهما، ميزان القلب أو الإيمان هو القاضى بينهما، خُلق الإنسان بهذه الطبيعه و سيستمر بين صراع النفس والضمير حتى الموت، هذه معركة لا يوجد فيها غالب و مغلوب، لأنها غريزة كوننا بشر، نخطأ ونصيب.

_أعجبنى كلامك وتفسيرك، و لكن ماذا عن علاقتهما بالنظام العام والكون أو الحياه؟ قالتها و هى تبتسم أكثر و عيناها فيها الإهتمام، ولكن ليس كمثل سعادتى أبداً

_شكرتها جزيل الشكر ثم إستكملت قائلاً: فى قيمة الإنسان الذى أوجده الله لا ليفعل الشر، بل ليُقبل على الخير مُختاراً. ولكى يختار وفُر الله له القوى الضرورية لذلك، مع وضع حدَ لها حتى لا يُخل بالإفراط فى الحرية بتوازن النظام العام و الحياه. الشر الذى يُحدثه الإنسان يعود عليه بالضرر، وليس على النظام العام.

_رائع جداً، والذى يتذمر على أن الله لم يساعده فى محاربة الشر؟

_الذى يتذمر على هذه، هو بالفعل يعترض فى الواقع على أن الله حاباه بطبيعه رائعه وأضفى على أفعاله صفة الأخلاق الشريفة الكريمة فى نفس وفعل الإنسان، إذ بها ندبه للتحلى بالفضيلة. أية سعاده أكبر من الشعور بالرضى على النفس؟ وحتى يتركنا الله مُخيَريين، وليس مُسيَريين كما يدعى البعض، وضعنا الله أحراراً لنختار، وبلانا بالشهوات ليمتحننا و وهبنا الضمير لنقاومها. أيوجد ما فوق ذلك؟.. أكان وارداًً أن تضع الصراع والتناقض فى قلب طبيعتنا وتجازى على الخير من لا يقوى على الشر؟!.. تخاريف عقلية لا أساس لها من المنطق، فحتى لا يكون الإنسان شريراً أكان على البارى أن يسجنه فى حدود الغريزة ويجعل منه حيواناً فى قفص؟ حاشاك ربىَ وأحمدك كثيراً

تورَدت وجنتيها كأجمل زهرة أراها فى حياتى، والإبتسامة الواسعه و الإهتمام بالمزيد من الكلام و الكلام الذى زادنى فرحاً و طيباً وسعاده وجمالاً عندما شكرتنى و تمنيت أن تلقانى مرة أخرى وأنها تأتى فى هذا المكان كل يوم الساعه الثامنه بعد صلاه العشاء ، و ودعتها بأنى تشرفت بحديثها والكلام والمناقشة معها مع التمنى أن أراها من جديد ، ثم إستأذنت للإنصراف، و سلَمت علىَ بيدها الناعمة التى أحرقت قلبى بنفح من حب، نعم، هو الحب ذاته.

فتيات، مراهقة، نساء، شجن، حب، أحضان، قُبلات، كلام، دموع، فرح، سعاده، ضحك، إبتسامات، شعر، أغانى، رومانسية، بحر، خلاف، همسات، وجع، عتاب، مُصالحه، عيون، وعود، مشاعر، سؤال، إهتمام، غيره، مداعبة، جنان، جرح، فقد، موت. 

كل يوم أهيأ نفسى لأجمل ميعاد فى حياتى ، كنا نحضر الجلسة الثقافية، هى مع أصدقائها، ثم أتفقنا على أن نحضر فى معاد آخر وحدنا، نتناقش بعدها فيما ورد فى الجلسة الثقافية، تتطلب هى دائما عصير الجوافة التى تحبه، و أطلب البرتقال، كان شعرها كالحرير، تعتنى به جيداً، وعينيها التى أرى فيهم القمر فى سفح الفضاء، تحمل الجسد الذى ندعوه عندنا ب" المقلوظ" هذا الجسد الفاتن الرشيق والرياضى.. تعرفنا على بعضنا كثيراً، كنت أشاهد فى عينها الحب كما تراه فى عينى، فالعين فضَاحه أكثر من زلة اللسان. لكن لم نعترف لبعضنا الا بعد سنتين من قصة عشق بيننا.. لم نتحكم فى أنفسنا حتى أحتضنا بعضنا البعض و قبلنا قبلة واحده و لم ننم طيلة ثلاثة أيام من أدرينالين الحب الذى كان ينتظر إعتراف قلوبنا بلهفة وجنون. كان البحر هو صديقنا مع الكتاب و الأغانى التى نسمعها و ندندها مع بعضنا البعض فى ضحك وسعاده، لم يخطأ مفهوم التفاهم بيننا أبداً، لم نتعرض لإختلاف رأى إلا وتناقشنا فيه بهدوء، كنا نفعل كل شىء مع بعضنا، كتبنا الشعر و المقالات و الرسائل عبر الورق لا الموبيل أو الإنترنت، كانت تقرأ ما كتبته لى لأن خطها لا يمكن قراءته الا فى يوم كامل، أعتقد أنها شفرات و رموز وليست كلمات يا ليلى؟. كنا كمثل بعضنا نعشق الزمن القديم، الزمن الذى يعرف معنى الحب لا الدلع و التفاهه. كنا كأبطال رواية حب لن يقدر شكسبير وماركيز عن وصف هذه المشاعر بيننا، لن يقرأ ما بيننا أو يضع سطوره، إلا نحن الأثنين. فالقلوب لاتخرج كل ما فى جعبتها، وكفى الإحساس الذى يربط قلبينا. 

فى أواخر صفحات الكتاب... 

كنت قد أرسلت منذ فترة لشركة عالمية، طلب للعمل عندهم، و لم يتم الإستجابة، وها هم قد إستجابوا بعد مذاكرة بعض الكورسات المختلفة، و يريدونى أن أعمل فى فرنسا، باريس التى طالما حلمت بها منذ الصغر، ولكن.. 

إتصلت سريعاً بليلى لأسعدها معى بهذا الخبر، وأن أخيراً سأرتب أحوالى جيداً لنتزوج كما وعدتها و وعدتنى.. إنطفأت سعادتى كما تُطفأ السيجارة تحت قدم صاحبها.. لم ألق منها إلا الرفض وأنها تُخيَرنى بينها و بين العمل فى الخارج، هى لا تقدر أن تترك بلدها ولا أن تترك أمها وأخواتها. ولكن ماذا عنى؟ ما الذى أفعله؟ أمن الممكن أن يقف الحلم أمام الحب؟ أيقف قلبى أمام روحى؟.. ماذا عن الوعد؟ ماذا عن العشق والحب؟ ماذا عن عملى؟ ماذا عن حلمى؟ ماذا عن مستقبلى؟.. لن أجد عمل مثل هذا فى هذه البلد الحمقاء بأهاليها، لماذا الأنانية أقوى من الصبر؟ أم الصبر أضعف من الأنانية؟ ألم نتكلم فى بادىء الأمر عن الخير والشر فى النفس؟ ماذا عن كل هذا يا ليلى؟ .. ينفجر بكائها فى أذنى وتطلب منى العفو والسماح و ألا أتركها وأسافر، وتقول نفس كلامى عنى، ماذا عن وعدى؟ ماذا عن حبى وعشقى لها؟ أأنانى أنا؟ تقدر على أن تجد العمل هنا فى بلدك، لماذا هذا العمل بالذات؟ ولماذا البهدلة فى الخارج؟.. صراع ما بين روحى و عقلى و قلبى، جفت منه معدتى، و الأسود الذى يغطى أسفل عينى، والعصبية التى ترجرج جسدى، والكافيين الذى أغتصبته من النسكافيه و القهوة فى أسبوعين، و ليلى تتصل بى ولا نجد كلاماً مع بعضنا سوى البكاء المعتاد منها و التوسل بالا أتركها، و أنا الذى أخفف عنها و لا أستطيع إبداء أى قرار، ليس كأى قرار، فهو الخيار ما بين روحى و قلبى و عقلى ومستقبلى، كأنى أختار بأى موت أسهل بالنسبة لى!.. بين الموت شنقاً فى الخارج، أو الموت غرقاً فى حلمى معها.. هذه أنانية، لابد أن تنتظرنى حتى آخر الدهر، أنا لم أخطىء فى شىء، وحلمى سيتبخر ان لم أقبل العمل، أما حياتنا فلا تتوقف على شخص، سأنساها، نعم سأنساكى يا ليلى، يا قدرى الذى نحته فى صخرة قلبى، كم تمنيت أن تسكمل حياتنا سوياًُ، لا أتخيل حتى هذه اللحظى أنى سأسافر بعيداً عنك، حتى لن نتكلم بعدها!.. يا لهذه النار التى تحرق قلبى ! .. ألن تكف دموعى عن نسيانك؟ سأنساكى أنا، لكن هل تكف ذكرياتى على الطرق فى قلبى؟ ألن أكف عن عشقك؟ لا أعتقد، فقد حفرتى إسمك و ذكرياتك فى عقلى وقلبى وروحى، لن أجد مفر من هذا مهما حاولت، أرجوكى سامحينى يا ليلى، فهو الحلم والمستقبل الذى لن أتركه أبداً، هو سيتركنى للأبد، لكن كان عليك أن تنتظرينى، كان واجب عليك بحق الله و الحب أن تنتظرينى، إنى آسف يا ليلى قلبى، أعلم أن الأسف لن يمح من الألم شىء، لكن هى لعبة القدر، لعبة لا نعلم خفاياها غير الله، و ليس إلا الله هو مُعيننا على هذه الفاجعة التى حطَت على قلبى وقلبك، سأختار حلمى يا ليلى و سأختارك حور عينى فى الجنة. 

إتجهت لكتابة سطور موافقتى على السفر و العمل..

سافرت، عملت، ذاكرت، إجتهدت، اعتليت المناصب العليا، وأحببت.. أحببت، ليس كحب من أحبب قبلها، فكل واحده كانت لها طعم مُختلف ( إلا أنتى يا ليلى) و من أحببتها فى فرنسا كانت لجمالها الذى لا تقو عين عن معالاة جفنها، ولكن دون إحساس، بلاده فى الحب، تُحرك طفولتى معها، ولكن الرجل الشرقى يضربنى جيداً، كغريزة ولدنا بها نحن العرب. أم أن غرام ليلى مازال الفائز فى ملعب حُبى؟ أظن ذلك.

من التى أحببتها؟.. من أين؟.. ومتى؟.. وما إسمها؟.. هل عشت طويلاً معها؟.. هل كنت أحبها بالفعل؟؟.. أعشقها؟.. هل كان لديها أم يصقف لها الجرذ على صفاقة حديثها وأفعالها؟.. ما لون شعرها؟.. ما شكل جسمها؟.. هل كانت تحبنى؟.. لماذا لا أعلم عنها شىء.

أغلقت صفحات وسطور كتاب الحب... 

المجد للشهداء
العبد الفقير إلى الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق