الأحد، 14 أبريل 2013

آدم و الشيطان

يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلم : (( خلقت الملائكة من نور ، و خلق الجان من مارج من نار ، و خلق آدم مما وصف لكم )) .. كان الاختلاف على هوية " ابليس " هو المسيطر على عقول المفسريين و العالماء ، فمنهم من قال ان " لبليس " لم يكون من الملائكة قط ، و منهم من قال ان " ابليس " كان من الجن ، فلما افسدوا فى الارض بعث الله اليهم جندا من الملائكة فقتلوهم و اجلوهم الى جزائر البحار ، و كان ابليس ممن اخذوه معهم الى السماء فكان هناك ، فلما امرت الملائكة بالسجود امتنع ابليس و اخرجه الله من الجنة ، و يقول البعض ان " ابليس " رئيس الملائكة بالسماء الدنيا و كان اسمه " عزاريل " او " الحارث " ، و كان من حى من الملائكة يقال لهم الجن ، و كان هو اشرفهم و اكثرهم عبادة و علما....والله اعلم

عندما يقول الله تعالى (( اهبط منها )) و (( اخرج منها )) لابليس ، فهذا ديل واضح على انه كان فى السماء فامره الله بالهبوط منها و الخروج من المكانة العظيمة التى نالها بعبادته و تشبهه بالملائكة فى الطاعة و العبادة ، لكن حسده و مخالفته لربه هى من اخرجته من نعيم الله ، فاخرج منها الى الارض مذءوما مدحورا.

عندما اخرج " ابليس " من الجنة دخلها " آدم " و كان يمشى فيها ليس له زوج يسكن اليها ، فنام نومة و استيقظ و عند راسه امراة قاعدة خلقها الله من ضلعه (( يقول البعض انها من يده اليسار بالتحديد )) .. فسالها : من انت ؟ .. قالت : امراة .. قال : و لم خلقت ؟ .. قالت : لتسكن الىّ .. فقالت له الملائكة : ما اسمها يا آدم ؟ .. قال : حواء .. قالوا : و لم كانت حواء ؟ .. قال : لانها خلقت من شىء حى.

اختلف بعض المفسرون و العلماء فى تفسير قول الله تعالى (( ولا تقربا هذه الشجرة )) ، الخلاف كان على ان الشجرة هل كانت فى لارض ام فى السماء ، لكن قول الله تعالى (( و قلنا يا آدم اسكن انت و زوجك الجنة )) ، تؤكد هذه الآية انهم كانوا فى الجننة و ان الشجرة فى السماء و ليست فى الارض ، و ايضا حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلم (( يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة ، ياتون آدم و يقولون : يا ابانا .. استفتح لنا الجنة ، فيقول : و هل اخرجكم من الجنة الّا خطيئة ابيكم )) و هذا الحديث يؤكد بقوة ان " آدم " كان يعيش فى جنة المأوى و الخلد ،، لكن اختلف البعض عن هذا القول ، و طرحوا تفسيرا آخر و قالوا بان الجنة التى سكنها آدم لم تكن جنة الخلد او المأوى ، لانه كلف فيها الا ياكل من تلك الشجرة ، و لانه نام فيها و اخرج منها ، و دخل عليه ابليس فيها ، و هذا مما ينافى ان تكون جنة الخلد ،، نحن الآن اما تفسيرين مختلفين تماما .. الاول : ان الجنة التى سكنها آدم هى جنة الخلد .. الثانى : انها جنة اعدها الله عز و جل و جعلها دار ابتلاء ، و ليست جنة الخلد التى جعلها دار جزاء...والله اعلم

يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلم : (( هبط آدم و حواء عريانيين جميعا ، عليهما ورق الجنة ، فاصابه الحر حتى قعد يبكى و يقول لها : يا حواء .. قد آذانى الحر ، قال : فجاء جبريل بقطن و امرها ان تغزل و علمها ، و امر آدم بالحياكة و علمه ان ينسج ))

عن ابن عباس فى تفسير قول الله تعالى (( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه )) قال : قال آدم : يا رب .. الم تخلقنى بيدك ؟ .. قيل له : بلى ، و نفخت فى من روحك ؟ .. قيل له : بلى ، و عطست فقلت يرحمك الله ، و سبقت رحمتك غضبك ؟ .. قيل له : بلى ، و كتبت على ان اعمل هذه ؟ .. قيل له : بلى ، و قال افرايت ان تبت هل انت راجعى الى الجنة ؟ قال : نعم ))

يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلم : (( لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب .. اسالك بحق محمدا الا غفرت لى ، فقال الله : فكيف عرفت محمدا و لم اخلقه بعد ؟ .. فقال : يا رب .. لانك لما خلقتنى بيدك ، و نفخت فى من روجك ، رفعت راسى فرايت على قوائم العرش مكتوبا : لا اله الا الله محمد رسول الله ، فعلمت انك لم تضف الى اسمك الا احب الخلق اليك ، فقال الله : صدقت يا آدم ، و انه لاحب الخلق الى ، و اذا سالتنى بحقه فقد غفرت لك ، و لولا محمد ما خلقتك ))

يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلم : (( ان الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الارض ، فجاء بنو آدم على قدر الارض ، فجاء منهم الابيض و الاحمر و الاسود و بين ذلك ، و السهل و الحزن و بين ذلك ، و الخبيث و الطيب و بين ذلك ))

يقول رسولا لله صلّى الله عليه و سلم : (( بعث الله جبريل فى الارض لياتيه بطين منها ، فقال الارض اعوذ بالله منك ان تنقص منى او تشيننى ، فرجع و لم ياخذ ، و اقل : يا رب .. انها عاذت بك فاعذتها ،، فبعث ميكائيل فعاذت منه فاعاذها ، فرجع فقال كما قال جبريل ،، فبعث ملك الموت فعاذت منه ، فقال : و انا اعوذ بالله ان ارجع و لم انفذ امره ، فاخذ من وجه الارض و خلط ، و لم ياخذ من مكان واحد ، و اخذ من تربة بيضاء و حمراء و سوداء ، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين ))

يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلم : (( ان الله خلق آدم من تراب ، ثم جعله طينا ثم تركه ، حتى اذا حما مسنونا خلقه الله و صوره ، ثم تركه حتى اذا كان صلصالا كالفخار قال : فكان ابليس يمر به فيقول لقد خلقت لامر عظيم ،، ثم نفخ الله فيه من روحه فكان اول ما جرى فيه الروح بصره و خياشيمه ، فعطس فلقاه الله رحمه به ، فقال الله : يرحمك ربك ، ثم قال الله : يا آدم .. اذهب الى هؤلاء النفر فقل لهم ، فانظر ماذا يقولون ؟ فجاء فسلم عليهم فقالوا : و عليك السلام و رحمه الله و بركاته ،، فقال : يا آدم .. هذه تحيتك و تحية ذريتك ،، قال : يا رب .. و ما ذريتى ؟ قال : اختر يدى يا آدم ن قال : اختار يمين ربى و كلتا يدى ربى يمين ، فبسط كفه فاذا من هو كائن من ذريته فى كف الرحمن ، فاذا رجال منهم افواههم النور ، و اذا رجل يعجب آدم نوره ، قال : يا رب .. من هذا ؟ قال : ابنك داوود ، قال : يا رب .. فكم جعلت له من العمر ؟ قال : جعلت له ستين عاما ، قال : يا رب .. فاتم له من عكرى حتى يكون عمره مائه سنه ، ففعل الله ذلك ، و اشهد على ذلك ،، فلم تقدم عمر آدم بعث الله ملك الموت ، فقال آدم : او لم يبق من عمرى اربعون عاما ؟ قال له الملك : لو لم تعطها ابنك داوود ؟ فجحد ذلك ، فجحدت ذريته ن و نسى فنسيت ذريته ))

يقول الله تعالى : (( و اذا اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على انفسهم ألست بربكم ، قالوا بلى )) ،،، فيقول ابن الخطاب : سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلم يسئل عنها فقال : (( ان الله خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه ، فاستخرج منه ذرية .. قال : خلقت هؤلاء للجنة و بعمل اهل الجنة يعملون ،، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية .. قال : خلقت هؤلاء للنار و بعمل اهل النار يعملون .. فقال الرجل : يا رسول الله .. ففيم العمل ؟ .. قال رسولا لله : اذا خلق الله العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة ، حتى يموت على عمل من اعمال اهل الجنة فيدخل به الجنة ، و اذا خلق الله العبد للنار ، استعمله بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخل به النار ))

فى النهاية احب ان انوّه ان هذه الاحاديث من بعض الكتب و البعض الاخر معلومات عامة و الله اعلم بما فيهم صواب او خطا

المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق