آدم و الشيطان
يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلم : (( خلقت الملائكة من نور ، و خلق
الجان من مارج من نار ، و خلق آدم مما وصف لكم )) .. كان الاختلاف على هوية
" ابليس " هو المسيطر على عقول المفسريين و العالماء ، فمنهم من قال ان "
لبليس " لم يكون من الملائكة قط ، و منهم من قال ان " ابليس " كان من الجن ،
فلما افسدوا فى الارض بعث الله اليهم جندا من الملائكة فقتلوهم و اجلوهم
الى جزائر البحار ، و كان ابليس ممن اخذوه معهم الى السماء فكان هناك ،
فلما امرت الملائكة بالسجود امتنع ابليس و اخرجه الله من الجنة ، و يقول
البعض ان " ابليس " رئيس الملائكة بالسماء الدنيا و كان اسمه " عزاريل " او
" الحارث " ، و كان من حى من الملائكة يقال لهم الجن ، و كان هو اشرفهم و
اكثرهم عبادة و علما....والله اعلم
عندما يقول الله تعالى (( اهبط
منها )) و (( اخرج منها )) لابليس ، فهذا ديل واضح على انه كان فى السماء
فامره الله بالهبوط منها و الخروج من المكانة العظيمة التى نالها بعبادته و
تشبهه بالملائكة فى الطاعة و العبادة ، لكن حسده و مخالفته لربه هى من
اخرجته من نعيم الله ، فاخرج منها الى الارض مذءوما مدحورا.
عندما
اخرج " ابليس " من الجنة دخلها " آدم " و كان يمشى فيها ليس له زوج يسكن
اليها ، فنام نومة و استيقظ و عند راسه امراة قاعدة خلقها الله من ضلعه ((
يقول البعض انها من يده اليسار بالتحديد )) .. فسالها : من انت ؟ .. قالت :
امراة .. قال : و لم خلقت ؟ .. قالت : لتسكن الىّ .. فقالت له الملائكة :
ما اسمها يا آدم ؟ .. قال : حواء .. قالوا : و لم كانت حواء ؟ .. قال :
لانها خلقت من شىء حى.
اختلف بعض المفسرون و العلماء فى تفسير قول
الله تعالى (( ولا تقربا هذه الشجرة )) ، الخلاف كان على ان الشجرة هل
كانت فى لارض ام فى السماء ، لكن قول الله تعالى (( و قلنا يا آدم اسكن انت
و زوجك الجنة )) ، تؤكد هذه الآية انهم كانوا فى الجننة و ان الشجرة فى
السماء و ليست فى الارض ، و ايضا حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلم ((
يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة ، ياتون آدم و يقولون :
يا ابانا .. استفتح لنا الجنة ، فيقول : و هل اخرجكم من الجنة الّا خطيئة
ابيكم )) و هذا الحديث يؤكد بقوة ان " آدم " كان يعيش فى جنة المأوى و
الخلد ،، لكن اختلف البعض عن هذا القول ، و طرحوا تفسيرا آخر و قالوا بان
الجنة التى سكنها آدم لم تكن جنة الخلد او المأوى ، لانه كلف فيها الا ياكل
من تلك الشجرة ، و لانه نام فيها و اخرج منها ، و دخل عليه ابليس فيها ، و
هذا مما ينافى ان تكون جنة الخلد ،، نحن الآن اما تفسيرين مختلفين تماما
.. الاول : ان الجنة التى سكنها آدم هى جنة الخلد .. الثانى : انها جنة
اعدها الله عز و جل و جعلها دار ابتلاء ، و ليست جنة الخلد التى جعلها دار
جزاء...والله اعلم
يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلم : (( هبط
آدم و حواء عريانيين جميعا ، عليهما ورق الجنة ، فاصابه الحر حتى قعد يبكى و
يقول لها : يا حواء .. قد آذانى الحر ، قال : فجاء جبريل بقطن و امرها ان
تغزل و علمها ، و امر آدم بالحياكة و علمه ان ينسج ))
عن ابن عباس
فى تفسير قول الله تعالى (( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه )) قال :
قال آدم : يا رب .. الم تخلقنى بيدك ؟ .. قيل له : بلى ، و نفخت فى من روحك
؟ .. قيل له : بلى ، و عطست فقلت يرحمك الله ، و سبقت رحمتك غضبك ؟ .. قيل
له : بلى ، و كتبت على ان اعمل هذه ؟ .. قيل له : بلى ، و قال افرايت ان
تبت هل انت راجعى الى الجنة ؟ قال : نعم ))
يقول رسول الله صلّى
الله عليه و سلم : (( لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب .. اسالك بحق
محمدا الا غفرت لى ، فقال الله : فكيف عرفت محمدا و لم اخلقه بعد ؟ .. فقال
: يا رب .. لانك لما خلقتنى بيدك ، و نفخت فى من روجك ، رفعت راسى فرايت
على قوائم العرش مكتوبا : لا اله الا الله محمد رسول الله ، فعلمت انك لم
تضف الى اسمك الا احب الخلق اليك ، فقال الله : صدقت يا آدم ، و انه لاحب
الخلق الى ، و اذا سالتنى بحقه فقد غفرت لك ، و لولا محمد ما خلقتك ))
يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلم : (( ان الله خلق آدم من قبضة قبضها
من جميع الارض ، فجاء بنو آدم على قدر الارض ، فجاء منهم الابيض و الاحمر و
الاسود و بين ذلك ، و السهل و الحزن و بين ذلك ، و الخبيث و الطيب و بين
ذلك ))
يقول رسولا لله صلّى الله عليه و سلم : (( بعث الله جبريل
فى الارض لياتيه بطين منها ، فقال الارض اعوذ بالله منك ان تنقص منى او
تشيننى ، فرجع و لم ياخذ ، و اقل : يا رب .. انها عاذت بك فاعذتها ،، فبعث
ميكائيل فعاذت منه فاعاذها ، فرجع فقال كما قال جبريل ،، فبعث ملك الموت
فعاذت منه ، فقال : و انا اعوذ بالله ان ارجع و لم انفذ امره ، فاخذ من وجه
الارض و خلط ، و لم ياخذ من مكان واحد ، و اخذ من تربة بيضاء و حمراء و
سوداء ، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين ))
يقول رسول الله صلّى الله
عليه و سلم : (( ان الله خلق آدم من تراب ، ثم جعله طينا ثم تركه ، حتى اذا
حما مسنونا خلقه الله و صوره ، ثم تركه حتى اذا كان صلصالا كالفخار قال :
فكان ابليس يمر به فيقول لقد خلقت لامر عظيم ،، ثم نفخ الله فيه من روحه
فكان اول ما جرى فيه الروح بصره و خياشيمه ، فعطس فلقاه الله رحمه به ،
فقال الله : يرحمك ربك ، ثم قال الله : يا آدم .. اذهب الى هؤلاء النفر فقل
لهم ، فانظر ماذا يقولون ؟ فجاء فسلم عليهم فقالوا : و عليك السلام و رحمه
الله و بركاته ،، فقال : يا آدم .. هذه تحيتك و تحية ذريتك ،، قال : يا رب
.. و ما ذريتى ؟ قال : اختر يدى يا آدم ن قال : اختار يمين ربى و كلتا يدى
ربى يمين ، فبسط كفه فاذا من هو كائن من ذريته فى كف الرحمن ، فاذا رجال
منهم افواههم النور ، و اذا رجل يعجب آدم نوره ، قال : يا رب .. من هذا ؟
قال : ابنك داوود ، قال : يا رب .. فكم جعلت له من العمر ؟ قال : جعلت له
ستين عاما ، قال : يا رب .. فاتم له من عكرى حتى يكون عمره مائه سنه ، ففعل
الله ذلك ، و اشهد على ذلك ،، فلم تقدم عمر آدم بعث الله ملك الموت ، فقال
آدم : او لم يبق من عمرى اربعون عاما ؟ قال له الملك : لو لم تعطها ابنك
داوود ؟ فجحد ذلك ، فجحدت ذريته ن و نسى فنسيت ذريته ))
يقول الله
تعالى : (( و اذا اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على
انفسهم ألست بربكم ، قالوا بلى )) ،،، فيقول ابن الخطاب : سمعت رسول الله
صلّى الله عليه و سلم يسئل عنها فقال : (( ان الله خلق آدم عليه السلام ثم
مسح ظهره بيمينه ، فاستخرج منه ذرية .. قال : خلقت هؤلاء للجنة و بعمل اهل
الجنة يعملون ،، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية .. قال : خلقت هؤلاء للنار و
بعمل اهل النار يعملون .. فقال الرجل : يا رسول الله .. ففيم العمل ؟ ..
قال رسولا لله : اذا خلق الله العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة ، حتى
يموت على عمل من اعمال اهل الجنة فيدخل به الجنة ، و اذا خلق الله العبد
للنار ، استعمله بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخل
به النار ))
فى النهاية احب ان انوّه ان هذه الاحاديث من بعض الكتب و البعض الاخر معلومات عامة و الله اعلم بما فيهم صواب او خطا
المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق