الأربعاء، 17 أبريل 2013

يوم فرحى

يوم فرحى

بعد أن استيقظت من نوم العزوبية الأخير قمت بغلق الـMobile حتى يكون تركيزى كله فى تجهيز حاجاتى الأساسية لشهر العسل (لا أفهم لماذا سمّوه "شهر" عسل ! ولآ هوا خراب بيوت والسّلام !؟) اتجهت لتجهيز بدلتى التى اخترتها بنفسى (امتحان اختيار البدله تضعه الزوجه كى تختبر مدى تمسك زوجها بقراراته) ثم وضعت كل شىء أمامى حتى أراجع ما تم تجهيزه (فيه حاجات لو نسيتها ممكن أروح فى داهيه ، مثل فرشاة الأسنان ..فلا يأخذك الظن بعيداً). اتجهت للفندق مع اخوتى بالعربية فى الوقت التى كانت زوجتى حاضره فى غرفه الفندق مع الكوافيره ، بعض من أهلها ، والدتى وبعض أصدقائها (ناقص يكون الجيران!) وفى الآخر تأتى لتقول لى: انت أول واحد يشوف الفستان يا حبيبى!. ذهبت لتحضير حالى فى غرفتى والذى لا يأخذ من وقتى سوى " شاور " فى ساعه ، وأنط فى البدله فقط!.

اتجهت الى قاعه الفرح بعد حرب " الغلاسة " من صوت " الزمّارة " التى تحاول كشف عذرية أذنى وعقلى! ، وكانت الأغانى داخل القاعه مقبول صوتها ؛ لأنه شرط وضعته لمسئول القاعة. كان كلام المهنّئون أشبه بعلبه حلوى محمّله بالقنابل تنفجر فى وجهى كلما نطق " دخلت القفص يا عم ..أهلاً بيك فى الحزب يا باشا ..بالشفا ان شالله .. البس يا كبير ..ده آخر قرار هتاخده فى حياتك " ! فراودتنى فى لحظه فكره الهروب لولا أن " حماتى " قرأت هذه الفكرة فى عيني ! ..فطلبت من الـDJ سريعاً أن " يرفع " الصوت !.

أتجهت مع زوجتى للرقص الـSlow وتلك اللحظة كانت كل امنياتى من الفرح (الذى أعترض رفضى على عمل فرح من الأصل هى تلك اللحظة ، والحاح زوجتى طبعاً فى المقام الأول) ، ونحن فى أول الأغنية ابتسمت زوجتى لى ثم سألتنى : بتحبنى يا حبيبى؟ ..مبسوط؟ ..ايه رأيك فى الفستان؟ ..ماما شكلها حلو؟ ..فيه حد مجاش؟ ..انت تعرف انى بحبك مووت؟ ..انت مش بترد ليه؟ ..ها؟ . كانت تريد منى الجواب بعد أن سألت كل هذه الأسئلة( زوجة طيبة أوى يا خال ) ! بعد ان اقتربت الأغنية من الانتهاء كان ردى هو أحتضانها الى صدرى والدوران بها على نهاية الـMusic ثم قلت لها : بحبك. ( حركتان تتمناها الزوجة فى الفرح فقط مثل الـSlow عند الزوج ).

بعد أن قاومت رغبات الأصدقاء وصاحب الـDJ " الغلس " وأقارب زوجتى من الرقص ؛ لأنى لا أؤمن بفكرة رقص الرجال ولا زوجتى أمام العامة ، طُلب منى وزوجتى التوّجه الى البوفيه لنرى كيفية تحضيره وما هو وطبعاً مسك السكين وقطع التورتة والأغرب من تلك الفكرة ، فكرة " التصوير " بجانب التورته مع سكّينتك !. أتجه الجميع الى البوفيه مع بعض التعليقات مثل: لآ انا مش جعان(وبياكل ، بس عشان يلاقى حد يجبله طبق لازم يعمل الحركة دى) ..يالآ نلحق حتة اللحمة ياض ..على فكرة أهل العروسة مفجوعين أوى ..شوف ابن عمه بياكل ازاى؟ ..انت هتاخد الطبق وتهرب ولآ ايه ؟ ..والذى يتجه الى مصدر البوفيه حتى " يخنسر " علبتين تلاتة للبيت !. تأتى حماتى وتقول لى: ايه طبق العيانيين ده يا حبيبى ، لآ من النهارده انت لازم تتغذى وتتقوى. قلت لها : ان شاء الله يا طنط ..متخافيش بنتك بتتوصّى انها تأكلنى أكتر ما بتتوصّى بيا. قد راودنى بعدما شاهدت (نيو)بنى آديمن عند البوفيه احساس أن البعض أتى فرح الحج " بوفيه " و ليس فرحى !. أما زوجتى لم تمد يدها فى طبقها ؛ لأنها كانت مشغولة بتأكيلى من طبقى(ده عشان الفستان مش أكتر يا جماعة!).

قام الحاضرون الذين انتهوا من الأكل الى التصوير معى و زوجتى ، من الممكن أن أتقبل تصوير شخص مرتين معى لكن أن يحضر كل صورة !. كان هذا الأخ الأصغر لزوجتى الذى انتهى به المطاف بـ" الزحلقة " داخل الحمّام والتركين على كرسيه. كان التصوير خارج القاعة وحدنا قبل دخول القاعة فى مكان التصوير الخاص فى الفندق مغايراً تماماً عن داخل القاعه !. أخذ " المصوّراتى " الأول يقوم بتظبيط شكلنا ، أماكننا ، طريقة التصوير ، مع ملاحظة عدم الحركة بعد الـFlash كل خمس ثوانى وأيضاً يخبرك كيف تكون " البصّة " أو النظرة فى الاتجاه الذى يريد أهل أمه ! ثم التصوير مع أهل زوجتى ثم أهلى ثم معاً وفى كل مرة يبدى ملاحظاته " السقيعة " للجميع ! الأمر الذى جعلنى اطلب تغيير هذا " المصوّراتى " داخل القاعة(المصوّراتيه بياخدو وقت قد نص الفرح تقريباً وكده مش هنخلص!).

بعدما تم التصوير مع الجميع ، جاء المهنّئون مرة أخرى لكن ليس للتصوير مرة " عاشرة " لكن للتهنئة و(قول كلمتين حلويين). فكان المهنّئون نوعين ، الأول يهنئنى بـ" النقّطة " و الثانى يهنّئنى بكل المقوّيات الجنسية المعروفه ؛ فالأول يعلم جيداً مدى حجم المسئولية التى تنتظرنى بعد الزواج ، والثانى يفكر بالطريقه نفسها بالظبط !. يأتى المهنّىء ليسلّم عليّ ثم على زوجتى ويضرب التحيه الخاصه به فى جيبى فـ" غمزة " عين ! وكنت اتسآئل : هذه غمزة النقطة ام المصلحه ؟ لكن لم تسعفنى زوجتى فى اجابة هذا السؤال بالانشغال بتحية المهنئون والـSpy للفرح والذى يسمّى " الفيديو " !. كانت هذه مشكلتى فى " رد الجميل " سواء الذى يضع النقطة النقدية أو النقطه المقوّية ؛ لأنى لم أستطع التمييز بين الاثنين ، ولكى يكون رد الجميل مناسب للجميل الذى أتى الىّ !. كنت أخاف أن يرى أحد من أقارب زوجتى الذى بجيبى من النوع الثانى ولا مجال للتخلص منهم وسط هذا الحشد العائلى حولنا ! ، لكنى بعد عودتى الى الغرفه فى الفندق وتنفيذ العادات التقليديه من نزع الطرحه وتحيّه العروسه ، ذهبت الى الحمّام لكى أرى ما فى جيبى.

ذهبت الى الحمّام لكى أتخلص من الأشياء التى فى جيبى حتى لا تمسكنى زوجتى فى أول يوم " متلبساً " ، فهذه جريمة عقابها النوم على الكنبة وش ! ، ورأيت كم الحبوب التى حملها جيبى من الوان و أشكال مختلفه والتى لا أفقه أى شىء عنها أبداً (لسّه مبتدأ) بينما أرى هذه الحبوب تنحدر الى القاع بفعل السيفون ، انتابنى شعور بأننى قد تسرعت فى هذه القرار ! (أى قرار بعد الزواج سيكون تأثيره عليك ..الـDouble). لم تنته مشكلتى مع هذه الحبوب ؛ لأن الـMobile الذى تذكرت اغلاقه فى يوم العزوبية ونسيت قفله فى أول يوم زواج(دى علامة يا مارد) أخذ يزغرط من كثرة الاتصالات علىّ فى الصباح للاطئمنان علىّ مع هذه الحبوب وما هو مفعولها ، وأخذنى الفضول أن أسأل كل الذى اتصل :"انت حطيت انهى واحده؟" كان الكل يقول النوع الذى وضعه فى جيبى مع سؤال :"طمنى بس انت عملت ايه؟ ..أى خدمه يا عم ..انا عايزك تنبسط بس " ! ..مازحتهم جميعاً وشكرتهم على واجبهم برد واحد :"والله مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه ..شكراً يا باشا على الواجب" ! ، لأنه ليس من اللائق انتقاد أى هديه من أى شخص ! .

لم أفكر ان آخذ من هذه الحبوب ؛ أولاً احتراماً لزوجتى (على الأقل فى الأول) ، وثانياً لأننى مؤمن تماماً ان المشكله ليست عضوية ، بل فى المخ ..الأمر الذى جعلنى طوال شهر العسل عمّال "أخبط راسى فى الحيط" !

كان قبل الزواج ينتابنى سؤال :" ليه شهر العسل يقال عليه "يوم" و اسمه "فرح" ؟ " ..بعد الزواج أصبح عندى الاجابة النموذجية لهذا السؤال ! ، فقد سمّوه " يوم " لأن شهر العسل بيعدّى هوا ، أكنّه فى يوم واحد ! ..وسمّوه " فرح " مقارنة بما هو بعد شهر العسل !.

المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق