الأحد، 14 أبريل 2013

دعوة للتفائل

اغلب حالات اليأس اساسها تقديم التفكير بالقلب على العقل ، قبل ان تختار التفكير باى منهما احسب (( رد فعلك )) على ما ستاخذه و احسب كل التوقعات و على اساسها اختر كيف تفكر و لماذا هذا الاختيار و ما الذى سيحدث اذا اخترت هذا دون عن الباقى .. فكّر .. اختر .. توقّع .. توكّل على الله.

اذا ضاق بك الحياة و الامر ، فاتجه الى الله فقط و اعلم انه الوحيد الذى سيخرجك مما انت فيه و اعلم ان ثقتك فى الله ليست كلمة نقولها فقط ، بل رؤية و موقف و احساس بالله و الايمان به فى خشوعك فى صلاتك ، و اعلم ان الله على كل شىء قدير ..ثق فى الله.

المعنى الحقيقى لتفائلك فى الحياة هو تذكرك " نعم الله " عليك فى الحياة ، فاذا هى تغمرك من فوقك و من تحت قدميك (( و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) و اشكر الله على لسان و شفتان و يدان و رجلان تستخدمهما لعبادته و لتعمير الارض ، لان الله خلقنا فى الارض و جعلنا اسباب عليها ، و هل هى مسالة سهله ان تمشى على قدميك ، و قد بترت اقدام لاشخاص اخرى كثيرة ؟!، فكّر فى سمعك و قد عفيت من الصمم ، تأمل فى نظرك و قد عفيت من العمى ؟! ، انت و الله فى نعم كثيرة لا تحصى لكنك لا تدرى .. تفكّر دائما فى المفقود و لا تشكر الموجود .. فكّر فى نفسك ، و اهلك ، و عافيتك ، و اصدقائك ، و الدنيا من حولك كم هى جميلة بنعم الله سبحانه و تعالى (( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها )).

ايضا من اسباب حالات اليأس هو تقديم " الماضى " على الحاضر و المستقبل ، لذلك يجب ان تعلم ان ملف الماضى عند العقلاء يطوى بمجرد مروره فى حياتك ، يجب ان يغلق عليه فى زنزانة النسيان ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لانه عدم ، لا تعش فى كابوس الماضى و تذكّر حلم الحاضر و المستقبل ، ان الذى يعود للماضى ، كالذى يشرب الماء من كوب فارغ ، و قديما قالوا لمن يبكى على الماضى : لا تخرج الاموات من قبورهم .. مصيبتنا اننا نعجز عن حاضرنا و ننشغل بماضينا ، ولان اجتمعت الانس و الجن على اعاده ما مضى لما استطاعوا .. يجب ان تعلموا ان الريح تسير الى الامام .. فلا تخالف سنّه الحياة و سر فى مراكبها.

اذا اصبحت من المنام ، فيجب ان تضع فى اعتبارك انه من الممكن ان يكون هو آخر يوم لك و آخر ساعه لك ، اعمل فيها بما يرضى الله و الوطن ، لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضى و غمه ن و بين توقع المستقبل و غموضه ، اليوم فقط اصرف كل تركيزك و اهتمامك عليه ، تعيش فرحا .. مرحا .. شاكرا لله .. لا سخط و لا حقد .. ارضى بما قسمه الله لك (( فخذ ما آتيتك و كن من الشاكرين )) .. اخضع نفسك باراده فولاذية عارمه لنظرية : لن اعيش الا هذا اليوم .. حينها استغل كل لحظة تمر لبناء نفسك و اصلاح اخطائك .. اليوم يومك ضعها فى خزانة عقلك و قلبك و سترى السعاده فى صورها الجميلة.

كلنا جميعا نفكر كل يوم فى ما الذى سيحدث فى مستقبلنا ؟! .. ما هو شكله ؟! .. اين سأكون ؟! ، و هكذا تتوالى الاسئلة على النفس (( حب استطلاع طبيعى )) محاولا من الانسان المعرفه السريعه ، لكن نصيحتى لك الّا تستبق الاحداث و ان تفكّر فى يومك و تحاول الاستفاده منه باستغلاله ، اتريد اجهاض الحمل قبل ولادته ، اتشرب من كوب فارغ .. ان المستقبل ليس مكان نذهب اليه ، بل مكان نبنيه ، هكذا يجب ان تفكر و تعمل على اساسه .. ان عطاء العقل و الذهن مساحه اوسع من التفكير فى المستقبل و الغيب مذموم عقلا ، لانه مصارعه للظل .. لشىء لم يات بعد .. لشىء لا يعلمه الا الله سبحانه و تعالى .. الاغرب ان بعض الاشخاص يتوقع الاسوء لمستقبله و على اساسه يبدا فى بناء يأسه ، و هذا كله لعب و تخصص و مدرسه الشيطان .. بان يصور لك بانك فاشل .. قبيح .. ضعيف ، و هذا كله خطا و من تصورات الشيطان التى يحاول زرعها و ايهامك بانها حقيقة .. من شروط وسوسه الشيطان ان يصلك الى " تصديق " كل الاكاذيب التى يروّدها لك (( الشيطان يعدكم الفقر و يامركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرة و منه فضلا )) .. اترك غذا حتى يأتيك.

و فى النهاية احب ان اقول ان الله لا يجلب الشر لاحد ، لكن اهواء نفسك هى من تجلبك الى الشر .. انظر الى نفسك فى رمضان و كيف انك لا تستطيع ان تغيّر من نفسك لانك يأست من المحاوله و الثقخ فى نفسك .. الشياطين تقيد عند الله و نفسك تقيدك انت من اصلاح نفسك .. تفائل بما هو آت و الله سيساعدك على تحقيق سعادتك و حلمك .. الجزء الاهم فى علاقتك بالله هو اقرب وقت تكلمه فيه و تدعوه و تطلبه الا و هى الصلاة .. لا تنس صلاتك و خشوعك لله .. اطلب منه و هو لن يخذلك ،، فكّر .. قرر .. اطلب .. اصبر .. ستنول ما طلبته من الله

المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق