دعوة للتفائل
اغلب حالات اليأس اساسها تقديم التفكير بالقلب على العقل ، قبل ان تختار
التفكير باى منهما احسب (( رد فعلك )) على ما ستاخذه و احسب كل التوقعات و
على اساسها اختر كيف تفكر و لماذا هذا الاختيار و ما الذى سيحدث اذا اخترت
هذا دون عن الباقى .. فكّر .. اختر .. توقّع .. توكّل على الله.
اذا ضاق بك الحياة و الامر ، فاتجه الى الله فقط و اعلم انه الوحيد الذى
سيخرجك مما انت فيه و اعلم ان ثقتك فى الله ليست كلمة نقولها فقط ، بل رؤية
و موقف و احساس بالله و الايمان به فى خشوعك فى صلاتك ، و اعلم ان الله
على كل شىء قدير ..ثق فى الله.
المعنى الحقيقى لتفائلك فى الحياة
هو تذكرك " نعم الله " عليك فى الحياة ، فاذا هى تغمرك من فوقك و من تحت
قدميك (( و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) و اشكر الله على لسان و شفتان و
يدان و رجلان تستخدمهما لعبادته و لتعمير الارض ، لان الله خلقنا فى الارض
و جعلنا اسباب عليها ، و هل هى مسالة سهله ان تمشى على قدميك ، و قد بترت
اقدام لاشخاص اخرى كثيرة ؟!، فكّر فى سمعك و قد عفيت من الصمم ، تأمل فى
نظرك و قد عفيت من العمى ؟! ، انت و الله فى نعم كثيرة لا تحصى لكنك لا
تدرى .. تفكّر دائما فى المفقود و لا تشكر الموجود .. فكّر فى نفسك ، و
اهلك ، و عافيتك ، و اصدقائك ، و الدنيا من حولك كم هى جميلة بنعم الله
سبحانه و تعالى (( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها )).
ايضا من
اسباب حالات اليأس هو تقديم " الماضى " على الحاضر و المستقبل ، لذلك يجب
ان تعلم ان ملف الماضى عند العقلاء يطوى بمجرد مروره فى حياتك ، يجب ان
يغلق عليه فى زنزانة النسيان ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لانه عدم ،
لا تعش فى كابوس الماضى و تذكّر حلم الحاضر و المستقبل ، ان الذى يعود
للماضى ، كالذى يشرب الماء من كوب فارغ ، و قديما قالوا لمن يبكى على
الماضى : لا تخرج الاموات من قبورهم .. مصيبتنا اننا نعجز عن حاضرنا و
ننشغل بماضينا ، ولان اجتمعت الانس و الجن على اعاده ما مضى لما استطاعوا
.. يجب ان تعلموا ان الريح تسير الى الامام .. فلا تخالف سنّه الحياة و سر
فى مراكبها.
اذا اصبحت من المنام ، فيجب ان تضع فى اعتبارك انه من
الممكن ان يكون هو آخر يوم لك و آخر ساعه لك ، اعمل فيها بما يرضى الله و
الوطن ، لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضى و غمه ن و بين توقع المستقبل و
غموضه ، اليوم فقط اصرف كل تركيزك و اهتمامك عليه ، تعيش فرحا .. مرحا ..
شاكرا لله .. لا سخط و لا حقد .. ارضى بما قسمه الله لك (( فخذ ما آتيتك و
كن من الشاكرين )) .. اخضع نفسك باراده فولاذية عارمه لنظرية : لن اعيش الا
هذا اليوم .. حينها استغل كل لحظة تمر لبناء نفسك و اصلاح اخطائك .. اليوم
يومك ضعها فى خزانة عقلك و قلبك و سترى السعاده فى صورها الجميلة.
كلنا جميعا نفكر كل يوم فى ما الذى سيحدث فى مستقبلنا ؟! .. ما هو شكله ؟!
.. اين سأكون ؟! ، و هكذا تتوالى الاسئلة على النفس (( حب استطلاع طبيعى
)) محاولا من الانسان المعرفه السريعه ، لكن نصيحتى لك الّا تستبق الاحداث و
ان تفكّر فى يومك و تحاول الاستفاده منه باستغلاله ، اتريد اجهاض الحمل
قبل ولادته ، اتشرب من كوب فارغ .. ان المستقبل ليس مكان نذهب اليه ، بل
مكان نبنيه ، هكذا يجب ان تفكر و تعمل على اساسه .. ان عطاء العقل و الذهن
مساحه اوسع من التفكير فى المستقبل و الغيب مذموم عقلا ، لانه مصارعه للظل
.. لشىء لم يات بعد .. لشىء لا يعلمه الا الله سبحانه و تعالى .. الاغرب ان
بعض الاشخاص يتوقع الاسوء لمستقبله و على اساسه يبدا فى بناء يأسه ، و هذا
كله لعب و تخصص و مدرسه الشيطان .. بان يصور لك بانك فاشل .. قبيح .. ضعيف
، و هذا كله خطا و من تصورات الشيطان التى يحاول زرعها و ايهامك بانها
حقيقة .. من شروط وسوسه الشيطان ان يصلك الى " تصديق " كل الاكاذيب التى
يروّدها لك (( الشيطان يعدكم الفقر و يامركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرة و
منه فضلا )) .. اترك غذا حتى يأتيك.
و فى النهاية احب ان اقول ان
الله لا يجلب الشر لاحد ، لكن اهواء نفسك هى من تجلبك الى الشر .. انظر
الى نفسك فى رمضان و كيف انك لا تستطيع ان تغيّر من نفسك لانك يأست من
المحاوله و الثقخ فى نفسك .. الشياطين تقيد عند الله و نفسك تقيدك انت من
اصلاح نفسك .. تفائل بما هو آت و الله سيساعدك على تحقيق سعادتك و حلمك ..
الجزء الاهم فى علاقتك بالله هو اقرب وقت تكلمه فيه و تدعوه و تطلبه الا و
هى الصلاة .. لا تنس صلاتك و خشوعك لله .. اطلب منه و هو لن يخذلك ،، فكّر
.. قرر .. اطلب .. اصبر .. ستنول ما طلبته من الله
المجد للشهداء
العبد الفقير الى الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق