الأربعاء، 17 أبريل 2013

دموووع

دموووع

حـاول أن تتأمـل الاخـتـلاف فـى الدمـوع فـى المـواقـف التـى نمـر بهـا فـى حيـاتـنا ، فكلمـا تعـددت المـواقـف ، تعـددت اسبـاب الدمـوع. لذلـك الدمـوع لـها اشكـال مخـتـلـفه ، وقد سمّـيت على حسب المـوقف التـى أدّى الى " رمـى " هذه الدمـعه على جبـين صاحـبها ، ومنـها ..

" دمـوع الفـرح " ..مـن الدمـوع التـى تسـيل عنـدما تـأتى بعد تعـب وشقـاء وجـهد وعنـاء ، لـذلك تـستـحـق مكـانتها وغزارتـها من جـانب صـاحبها ، ومن جـانب مـن أسعـدتـهم هذه الفـرحه و السـعاده أيـضاً. هـذه الدمـوع تـأتى كـذلـك عند اللـقاء بعد غـياب طـال لسنيـن بين الابـن و الوالديـن او بيـن الاصـدقاء او الاقـارب ، فيـكون الـمـلـتـقـى هـو ملتـقى دمـوع الفـرح بيـن أعيـنهم.

" دمـوع الحـزن " ..مـن الدمـوع التـى تأخـذ الشكـل " المعـنوى " لكلـمة دمـوع ، حيـث ان الدمـوع " خلـيـفه " الـحزن ، فـمنـها فـراق للأحبـاب أو توديـعهم وهـى اللحظـات الأشـد حـزناً ، فـنحتـاج هذه الدمـوع فى أوقـات عصيـبة تمـر بـنا فـى حيـاتنا لـتسـاعدنا علـى اخراج ما فـى النفس (بدون كـلام) ..بدون حـديث ..بـدون فتـح أفـواه (على الفاضى). نحـتاجها لكـى تخلصـنا مـن الهمـوم والتـعب التـى تذكـرت بيـتها فى أنفسـنا ..نحتـاجها لكـى نحـارب كـم الحـزن الـذى ملأ عقلـيتنا ..نحتاجـها كـى تكسـر كتـلة الحـزن التـى ترتـفع فـوق قلـوبنا ..نحتـاجها دائـماً هـذه الدمـوع لـمهـمتـهـا الانسـانية للانسـان العصـرى فـى ترويـح النفـس (ولو قليـلاً) فـى ظـل هـذا الزخـم العنـيف من الـحزن حولـنا.

" دمـوع الحـب " ..مـن الدمـوع التـى تقتحـم مجـال حياتـنا فجـأة و تنتـهى فجـأة !. تبـدأ هـذه الدمـوع وتنتـهى ، وبينـها " قصـة حـب " عاصـفه بيـن الطـرفين تـؤدى الـى سـيـل هـذه الدمـوع وانتـهائها بانتهـاء هـذه القصـة !. تبـدأ هـذه الـدموع فـى بدايـة قصـة الحـب باشتيـاق الحبـيب الى حبيـبته فـى غـيـابـه ..بسماع أغـانى Romance و تخيّل حبيبته أو حبيبها بجـانب بـعـض ..ولـعان الاثنـين بسمـاع صـوت بـعضهم الذى يكـون مصـدر حيـاة قلبـيهما ..ذوبانهـما فـى بحـر العينـين الـلـذان يقـولان كلامـاً أعمـق مـن الشفـاه ..عـن تذكـر المـواقـف السـعيـده التـى مـروا بـها فـى حبّيـهما والتـى كـانت مصـدر سعـاده ودمـوع لـتذكـرها فقط ، والتمـنى باعاده هـذه اللحظـات واستمـراها للنهـاية ..عـن كـل لحـظة تبـادل فيـها الطـرفين زهـور الحـب بـكلامـتـهـم النقيّة ..تكـون الدمـوع فى قصـة الحـب معـها ابتسـامه خفـيفه(ابتسـامه الحـب) فـتنتـهى هذه الـقصة بدمـوع كـالسـيول فـى عاصـفه من الـحـزن ..نسـأل الله الا يكتبـها علـى أحـد.

" دمـوع الايمـان " ..مـن الدمـوع التـى ينبـع مصـدرها مـن القلـب ، وتكـون سبـباً فـى غـذاء الـروح وصـفاء النـفس مـع الله عز وجل ..دمـوع تـأتى مـن رحـمه الله علـينا ورأفـته معـنا فى حيـاتنا ..تنهـمر فـى صلاتنا عند تذكـر كـم المعـاصى التى مرّينا بهـا فـى حيـاتنا والتـى رغـم ذلـك يغفـر لنـا و يعفـو عنـا رحيـم غفـور تـواب لـه العظـمة والجـلاله دائمـاً وابـداً ..الله عز و وجل ..دمـوع لا تنتهـى عنـد زيـارة الكعـبة الشـريفه والمسـجد النبـوى وتذكـر سيدنـا ورسولنـا محـمّد علـيه افضـل الصـلاه والسـلام والخـلافاء الراشـدين ..هـذه دمـوع الايـمان النـابعه مـن النـفس ..مـن القـلب ..مـن العـقل ..مـن الـروح التـى تـكون حـلقه الـوصل بيـن العـبد وربـه ..بيـن النفـس وديـنه ..بـين العـقل والاخـلاق ..هـذه الدمـوع دائمـا مـا تعجـز عـن التوقـف عنـد تذكـر الله ورحمـته عليـنا ..دمـوع الايـمان.

" دمـوع الأسـى " ..مـن الدمـوع التـى تأتـى نتيـجة المآسـى التـى تعيـش حولـنا فـى حياتـنا ، وحـول بيـئتنا. عنـد رؤيـة جـار تمـلأه المشـاكل مـن ولـديه ..عـند رؤيـة تـدنى اخـلاقى حـولك ..عـند رؤية فقـراء عاجـزون عـن العـمل ، فيتجـهون الـى الشحـاتة ..عنـد رؤية فقـراء لـم يلـقوا الا الـزبالة غـذائاً لـهم ولأولادهم ..عـن مـأساه العـالم الـعربى مـع القـضية الفلـسطينية وسـوريا ..عـن انهـيار مـعنى الانسـانية بيـن النـاس ..عـن رؤيـة ام شهيـد ضـاع حـق ولدهـا ..عـن انهيـار معنـى العـدل وقـول الحـق بيـن الرئيـس والسـاسه ..دمـوع تنـادى علـى عـوده زمـن قـد فـات ..قـد انتـهى ..قـد مـات ..زمـن الخلـفاء الراشـدين .

كـل مـا ذُكـر مـن انـواع مخـتلفه مـن الدمـوع التـى تصاحـبنا فـى حيـاتنا والتـى احياناً (اذا لـم يـكـن كثيـراً) هـى بمثـابة الصديـق الوحيـد الـذى يواسـى صاحبهـا فـى كـل هـذه الأوقـات عـامـاً ..الدمـوع تخـفف كثيـراً علـى صاحبـها ولـيس السعـاده فقـط هـى مصـدر التـرويح عـن النـفس ..نـدعـو الله ان يـزيـد مـن افـراحـنا جمـيعاً

المـجد للشـهـداء
العـبـد الفـقـيـر الـى الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق